أزواج مكرهون لا أبطال، منهم من أصبح حكيما ليقول لكل عازب إذا أردت أن تكره إمرأة تزوجها، وآخرون يرون أن الأطفال ملح الزواج، ولولاهم لطرقوا أبواب محكمة الأسرة منذ سنوات خلت.
سعيد، متزوج له ثلاثة أطفال، يرى أنه من الصعب على أي رجل مطوق بالأطفال أن يتخذ قرارات حاسمة في حياته، دون أن يفكر في تأثيراتها عليهم.
إذ يقول: “الأطفال يعلموننا الجبن، لأننا نحبهم، ولا نريد أن نعتدي على الابتسامة التي تعلو وجوههم كلما استرقنا النظر إليهم وهم يكبرون»، يضيف: “شخصيا، لا شيء يربطني بزوجتي التي أحترمها جدا.
ميولاتنا مختلفة جدا، وتفكيرنا متعاكس جدا، نعيش كالأغراب تحت سقف واحد، ولا نتحدث في أمورنا الخاصة إلا لماما. لا أحبها، ولا تحبني. لا أقترب منها ولا تقترب مني. أحافظ على مسافة منها، وهي تفعل الشيء نفسه. ندري معا أننا مختلفان، وأن زواجنا خدعة كبيرة تعرضنا لها معا.
مع الوقت، وبعد معارك وشجارات، لم تعد تطلب شيئا. أقصى ما تطلبه هو مصروف البيت.. عدا ذلك، فأنا حر.. وأتوق إلى حياة أخرى.. كما أتخيلها، مع امرأة تحبني وأحبها، وتمنحني المشاعر التي أحتاج إليها.. أشعر مع زوجتي بالاختناق.. وأننا نعتدي على بعضنا البعض.
مرارا، اتفقنا على الطلاق عن اقتناع مشترك.. لكن الأطفال يجعلوننا نؤجل الموضوع مرة بعد مرة.. أعرف أنها تعاني ما أعانيه، وأنها تسعى إلى الخلاص مثلما أسعى إليه، لكن كثيرا ما أتساءل: أليس في صالح الأطفال أن ننفصل الآن قبل فوات الأوان؟ نحن نعيش حياة واحدة.. ولا ينبغي أن نهدرها في الجبن والتأجيل وإلقاء اللائمة على حبنا للأطفال!
في حين لا توافق غزلان، وهي حديثة الزواج، على أن تدفع إمرأة بأطفالها للهاوية، تحت شعار “الصبر”، إذ ترى أنه من الأفضل أن يعيشوا مع أحد الطرفين، الذي يتحمل المسؤولية ويقدس نعمة البنون، هذا خير من العيش مع شخصين دائما الصراع بينهما، إذ تتساءل عن نفسية أجيال الغد كيف ستكون تحت ظل المشاكل؟
نساء كثيرات يعشن هذا الواقع، ومعظمهن يتحملن ظلم الزوج وظلم الحياة، ويصبرن على أشد ألوان العذاب فقط من أجل أولادهن.
وتختم غزلان القول بأنه يمكن للمرأة أن تعيش حياة مرة، وتضحي بحياتها من أجل أن لا يعيش أولادها بدون أب، لكن الاستمرار في حياة كلها مشاكل قد تسبب حالة نفسية سيئة للأبناء، فمن الأحسن أن يكون الانفصال كي تكون نفسية أطفالهم مرتاحة.