ربما لا تدرك كثير من السيدات أنهن يقمن لا إراديا بفتح أفواههن عند تركيب عدسات في أعينهن، أو عندما يضعن الكحل أو الماسكارا، وهو السلوك الذي يبدو مستغربا بعض الشيء، وربما لم يخطر ببال كثيرات من قبل، غير أنهن يقعن فيه بصورة لا إرادية، فما الذي يجبرك على فتح فمك حين تبادرين بفعل أي شيء في عينيكِ؟
لا توجد إجابة محددة على هذا السؤال، لكنّ النظرية الأكثر رواجا حول ذلك الموضوع تبدو مقنعة للغاية، وهي أنه ولفهم تلك الظاهرة التي يطلق عليها “فم الماسكارا”، فإنكِ بحاجة سيدتي لفهم بعض الأشياء البسيطة عن تشريح رأسكِ. فالعضلة المسؤولة بشكل رئيسي عن فتح وغلق الفم تسمى “lateral pterygoid”، وهي التي يتحكم فيها مسار شعور مركزي يعرف بـ “العصب ثلاثي التوائم”.
أما العضلة التي ترفع وتخفض الجفون العلوية فتسمى “levator superioris” ويتمّ التحكم فيها بواسطة العصب الحركي. ونوه الباحثون إلى أن العصب ثلاثي التوائم والعصب الحركي ينشآن على مقربة من بعضهما في جذع الدماغ، وأضحوا أن النظرية الأبرز وراء الظاهرة التي تعرف باسم “فم ماسكارا” هي أن وصلات هذين العصبين قد تتداخل مع بعضها، وحين تنَشِطِي العصب الحركي لإبقاء العينين مفتوحتين، لتجنب حدوث لخبطة نتيجة وضع الماسكارا أو العدسات، فإن الحال ينتهي بكِ لتنشيط العصب ثلاثي التوائم ومعه تفتحين فك فمك أيضا.
كما توجد نظريات أخرى، كالتي تقول إن فتح الفم يعمل ببساطة على مط بشرة الوجه لجعل السطح أكثر صلابة عند وضع الماكياج، وهي النظرية التي قد تكون صحيحة أيضا.