هزّت المكسيك جريمة بشعة راحت ضحيتها المؤثرة على تطبيق “تيكتوك” إزميرالدا فيرير غاريباي، البالغة من العمر 32 عاماً، وزوجها وطفلاهما. بعدما عثر على جثثهم ملفوفة بأكياس بلاستيكية داخل شاحنة مهجورة بمدينة غوادالاخارا في ولاية خاليسكو، في 22 غشت الجاري.

العثور على الجثث وظروف الحادث
عثرت السلطات المكسيكية على جثث إزميرالدا وزوجها روبيرتو كارلوس جيل ليسيا (36 عاماً) وطفليهما غايل (13 عاماً) وريجينا (7 أعوام) داخل شاحنة بيك-أب مركونة في أحد أحياء غوادالاخارا. التحقيقات الأولية كشفت أن العائلة تمت تصفيتها في ورشة ميكانيكية قريبة. حيث وُجدت آثار دماء وقذائف نارية، قبل أن يتم نقل الجثث إلى السيارة.

التحقيقات والاتهامات
أعلن المدعي العام ألفونسو غوتييريز سانتيان أن الأدلة الجنائية تؤكد بشكل كبير أن مسرح الجريمة كان داخل الورشة. وتم الاشتباه في عدد من العمال، لكن أطلق سراحهم لاحقاً بسبب نقص الأدلة. غير أن الحادث ازداد غموضاً بعد اختطاف ثلاثة منهم من قبل مسلحين مباشرة بعد مغادرتهم مكتب المدعي. ولم يعرف مصير اثنين منهم حتى الآن.
دوافع محتملة وراء الجريمة
ورغم أن إزميرالدا اشتهرت على “تيكتوك” بمحتوى يعكس حياة الترف وظهر في بعضه إشارات إلى ثقافة “الناركوكوريدو” المرتبطة بالعصابات، فإن التحقيقات لم تؤكد أي صلة مباشرة لها أو لزوجها بتلك الجماعات. وتشير بعض الترجيحات إلى أن استهداف العائلة قد يكون مرتبطاً بأعمال زوجها التجارية في مجال السيارات وزراعة الطماطم في ولاية ميشواكان، وهي منطقة تعرف نشاطاً واسعاً للعصابات المسلحة.
حضور رقمي مثير للجدل
بدأت إزميرالدا نشاطها الرقمي عام 2020، وتمكنت من حصد عشرات الآلاف من المتابعين بفضل مقاطع تستعرض فيها أسلوب حياة فاخر، من ملابس وعلامات تجارية عالمية إلى سيارات فارهة وسفر. غير أن بعض منشوراتها، على غرار مقطع علّقت فيه بعبارة “مزايا أن يكون لك صديق يعمل مع العصابات”، أثارت جدلاً واسعاً على المنصات الاجتماعية.
صدمة واسعة وتحقيقات مستمرة
أثار مقتل المؤثرة وعائلتها صدمة كبيرة داخل المكسيك وخارجها، ليس فقط بسبب وحشية الجريمة، بل أيضاً لأنها سلطت الضوء على المخاطر المحيطة بالأشخاص الذين يظهرون حياة البذخ في فضاءات رقمية مفتوحة في بلد يعاني من تصاعد العنف المرتبط بالعصابات. ولا تزال السلطات تواصل تحقيقاتها لمعرفة الجهة المسؤولة عن هذه التصفية البشعة والملابسات الكاملة وراءها.