اهتزت مدينة برمنغهام البريطانية في 22 ديسمبر 2022 بعد العثور على هيكل عظمي لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات. دُفن سرًا في حديقة منزل والديه السابق. الطفل، المعروف باسم أبياياه، عاش ومات في ظروف تفطر القلوب نتيجة قرارات والديه المتطرفة.
طفل فقد حقه في الحياة بسبب سوء التغذية والإهمال
أثبتت التحقيقات أن أبياياه عانى من سوء تغذية مروع، وكسر في العظام، وتشوهات جسدية، وأمراض الأسنان. والديه، تاي وناياهمي يشارايالاه، فرضا عليه نظامًا غذائيًا صارمًا يرفض الأطعمة المدعمة بالفيتامينات والمعادن. مما تسبب في إصابته بأمراض خطيرة مثل الكساح وفقر الدم.
بدأت مأساة الطفل عندما قرر الوالدان العيش في عزلة تامة عن المجتمع منذ عام 2016، رافضين الرعاية الصحية والدعم الاجتماعي. اعتقدا أن طبيعتهما النباتية الصارمة ستضمن حياة صحية لهم ولطفلهما، لكن النتيجة كانت مأساوية.
وفاة مأساوية وقرارات غريبة
بحسب تصريحات الأب في المحكمة، توفي أبياياه في أواخر عام 2019 أو أوائل عام 2020. بعد إصابته بنزلة برد حاول الوالدان علاجها باستخدام الزنجبيل والثوم النيء. عندما أدركا أنه فقد حياته، احتفظا بجثته لمدة ثمانية أيام في المنزل. مضاءً بمصباح بارافين، على أمل أن تعود روحه إلى جسده.
في اليوم الثامن، قاما بتحنيط جسده باستخدام البخور والمر ودفناه في الحديقة. زاعمين أن هذه الطقوس تتماشى مع ثقافة الإيغبو النيجيرية التي يؤمن بها الأب.
إهمال متعمد تحت ستار المعتقدات
اتهمت النيابة العامة الوالدين بالإهمال المتعمد والتسبب في وفاة طفل. مؤكدة أن أفعالهما كانت نتيجة معتقداتهما المتطرفة ورغبتهما في تجنب تدخل السلطات. تقول النيابة العامة : “كان من السهل جدًا طلب المساعدة الطبية، وكان من الممكن توفير الغذاء المناسب. ولكن الوالدين اختارا الغطرسة والعزلة على حساب حياة ابنهما.”
رسالة أخيرة: حماية الأطفال مسؤولية الجميع
قصة أبياياه ليست مجرد مأساة عائلية. بل هي تذكير صارخ بضرورة حماية الأطفال من أي شكل من أشكال الإهمال أو التطرف. عندما يُترك الأطفال دون حماية، يصبحون ضحايا لصراعات الكبار وأوهامهم.
هذه المأساة تسلط الضوء على أهمية التدخل المجتمعي والقانوني لحماية الأطفال. لأن أرواحهم أثمن من أن تُترك لتُفقد بسبب قرارات غير مدروسة.