غيرت مواقع التواصل الاجتماعي من حال أمرنا ،لم تعد الحياة ببساطتها بل تعقدت وفرضت صورة وهمية على تفاصيل حياتنا ،ولم نعد نعرف أو نفرق بين الرث والسمين ..هذه تجارب مغاربة اكتووا بنار هذه المواقع التي بظل فيها جانب مشرق نعم ،لكن إذا احسنا استغلاله .
سميرة، معلمة، متزوجة منذ 10 سنوات تقول: ” إن العلاقات الإنسانية لم تعد كما كانت منذ أن ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي، وعن علاقتها بزوجها في ظل هذه التغييرات تقول سميرة أصبح لكل واحد منا عالمه الخاص. وتضيف قائلة: “غريب أمر هذا الزمن الذي نحن فيه، أصبحت أنا وزوجي قليلا ما نتحدث إلى بعضنا البعض إلا إذا كان الأمر ملحا، ويتعلق بالأطفال، أما دون ذلك أنا منغمسة في عوالمي الخاصة، وهو كذلك”. وتضيف قائلة وهي تضحك: “ولكنني أعيش حالة من الغيرة لا تتصوري مدى قوتها، لأنني أشعر دائما أن عقله وتفكيره مع الفايس فقط، وأنا أحيانا رغم عدم إدماني عليه كثيرا، ولكن أقصد أن أحسسه بالغيرة أنا الأخرى”.
إدمان
محمد، متزوج منذ 12 سنة يقول إن اشتغاله في مجال المحاسبة جعله يمقت بشكل كبير الجلوس أمام الحاسوب، ولكنه يجد أن زوجته مدمنة على مواقع التواصل بكل أشكالها، حيث يضيف قائلا: “تنتهي من الواتساب مع صديقاتها، تتحول إلى الفايس أو الفايبر وهكذا دواليك، مما جعلني أنا الآخر عندما أهم بالاتصال بها، وأنا خارج البيت أفضل أن أبعث رسالة على الواتساب، لأنني أعرف أن الجواب سيأتيني بسرعة، وهو أمر سيء للغاية، ولولا ثقتي بها لكان لي شأن آخر في هذا الموضوع”. وعن رأيه في موضوع تحقيقنا هذا يقول محمد: “مع الأسف، فعلا العلاقات الإنسانية والزوجية منها على وجه الخصوص أصبحت غير موجودة بالمرة، أصبحنا نشعر بأنفسنا، وكأننا جامدين مثل الحواسب أو الآلات الإلكترونية التي نستعملها باستمرار. ».
تباعد
لاذنب للتكنولوجيا في البرود الذي أصبح يحيط بنا كعائلات”، هكذا بادرنا علي المتزوج منذ 4 سنوات فقط، ويضيف قائلا: “نحن من أصبحنا بحكم مشاكل الحياة المادية نهرب إلى فضاءات أخرى من أجل الترفيه عن أنفسنا حتى لو كانت هذه الفضاءات افتراضية، وأصبحنا نستعملها حتى فيما بيننا، وكأننا نتجنب الحديث المباشر حتى نتجنب الاحتكاكات المباشرة التي تجعل الحديث يتطور إلى شجار يومي، ولهذا أصبحنا نرى العديد من الأزواج حتى حديثي العهد بهذه العلاقة يتواصلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنهم يتجنبون بعضهم البعض”.
جميلة، متزوجة من مهندس كومبيوتر تقول إن زوجها أدمن الحاسوب، وأصبح يربط معه علاقة صداقة قوية، ولايبرح مكانه من أمامه إلا إذا كان الأمر في غاية الضرورة، وأصبح مدمنا على شيء اسمه رسائل بالمجان، ومحادثات بالمجان، ولم أعد أسمع له صوتا إلا لماما، لأنه يعتمد على الرسائل عبر الفايس بوك، لإخباري بأشياء حتى لو كانت ضرورية. يبدوا أن الحياة بكل متغيراتها، وبكل مشاكلها اليومية أصبحت تباعد بين الأزواج، ولا تترك أمامهم فرصة للتحاور بشكل مباشر، وتعميق النقاش في مواضيع تهمهم، لأن انشغال كل واحد منهما بالغوص في بحار مواقع التواصل الاجتماعي جعلت لكل واحد منهما عالمه الخاص، وحين يقرران الالتقاء، يلتقيان من خلال بيتهما الجديد، الذي ليس سوى الفايس بوك أو الواتساب وماشابه ذلك