أسرت بتلقائيتها وابتسامتها الطفولية قلوب متتبعيها، تفانيها وإصرارها على النجاح مكنها اليوم من تنشيط أنجح البرامج المقدمة على القناة الثانية.. سميرة البلوي مقدمة برنامج “صباحيات” فتحت قلبها لقراء مجلة “لالة فاطمة” فحدثتنا عن أحلامها وطموحاتها، عن أسرتها وأيضا عن لقاءها الأول بزوجها….
كيف كانت بداياتك داخل القناة الثانية؟
أول مرة وطأت فيها قدماي استديوهات القناة الثانية، كنت مجرد طالبة تحاول قضاء فترة تدريبية في مجال معالجة الصور الرقمية «الغرافيزم»، طالبة تحمل في قلبها طموح وحب كبير للشاشة الصغيرة، وبعد انتهاء دراستي بالمعهد تقدمت بطلب آخر للعمل بالقناة وكانت فرحتي لا توصف حين تم قبول طلب التحاقي بقسم معالجة الصور الرقمي، لكن نجاحي في هذا العمل لم يستطع أن ينسيني حلم العمل كمقدمة برامج، حيث كانت أول تجربة لي هو تقديم برنامج للأطفال بتعاون مع الزميلة سناء القدميري، تلتها برامج أخرى حققت فيها نجاحا متميزا مثل برنامج «عالم دوزيم»، و«رباعيات»، و«طوب طرب»، و«استوديو دوزيم»، بعدها بدأت أفكر في مشروع برنامج خاص بي يكون موجها للنساء بشكل خاص، خصوصا بعد أن مررت بفترة تساؤلات كثيرة خلال حملي بطفلي الأول عن كيفية الاعتناء بالجنين وعن التغذية التي يجب أن تتناولها الحامل، مما أثار انتباهي لغياب هذا النوع من البرامج في القنوات المغربية، فقررت أن أقدم فكرة برنامج “صباحيات” لإدارة القناة ولقي استحسانا من طرفهم، وأتمنى أنه استطاع أن يلبي جميع الأذواق وأيضا أن يجيب على جميع التساؤلات
هل كنت تتوقعين أن تحققي هذا النجاح منذ قدومك إلى القناة؟
صراحة لم أكن أتوقع هذا النجاح، لكن ما يمكن أن أقوله لك هو أنه كان في داخلي طموح كبير للنجاح والعطاء داخل القناة ،خصوصا وأنني إنسانة دقيقة في عملي وأقف على أدق التفاصيل، وهذا راجع إلى المبادئ التي رسخها بداخلي شقيقي الأكبر “إدريس” رحمه الله، هذه المبادئ الداعية إلى التفاني والإخلاص في العمل لدرجة أصبت في أحد الأيام بكسر في العظم ولدي شهادة طبية تثبت ضرورة توقفي عن العمل لفترة، إلا أنني فوجئت بشقيقي وهو يطلب مني العودة إلى العمل في حالة شعوري ببعض التحسن بالرغم من أن المدة التي حددها لي الطبيب لم تشرف على نهايتها..أخبرتك هذه الواقعة لكي أصف لك المبادئ والأسس التي نشأت عليها والتي أحاول أن تكون أساس عملي داخل القناة…
يقال أن تلقائيتك في تقديم “الصباحيات” ساهمت في نجاح البرنامج، ماتعليقك على ذلك؟
انأ لا أومن بأن الشكل أو طريقة الأداء سبب نجاح أي مقدم أو منشط برنامج، لأنه من الممكن أن يكون النجاح لمدة قصيرة، لكن العمل بجد والبحث والمثابرة هو أساس النجاح والاستمرار فيه.. صحيح أن التلقائية تلعب دورا في هذا النجاح لكنه ليس في استمرار يته…أريد أن أخبرك بأنه من أروع اللحظات التي أعيشها والتي تترك أثرا كبيرا في قلبي، هي لحظة لقائي بأشخاص يقولون لي “أنت عزيزة علينا” كلمات بسيطة لكنها تلمس شغاف قلبي وأشعر بأنني نجحت في الدخول إلى قلب متتبعي “صباحيات”.
هل تعتقدين أن “صباحيات “يستطيع أن ينافس البرامج العربية من حيث الجودة والمضمون؟
أنا أجزم وبكل تأكيد بأن برنامج “صباحيات ” من حيث المضمون من أحسن البرامج العربية وحتى الأوروبية منها، لأنه بالرغم من المنافسة القوية الموجودة بين القنوات وخصوصا في الفترة الصباحية، إلا أننا استطعنا أن نكسب المتفرج المغربي ولم يعد يهاجر إلى القنوات الأجنبية للحصول على الأجوبة التي يريدها.. ربما في شكل البرنامج مازلنا نحتاج إلى بعض التطوير وذلك ليس بسبب عدم وجود الأفكار، ولكن لقلة الإمكانيات لدى الإنتاج والتي بوجودها سنقدم برنامجا يضاهي البرامج الأخرى من حيث الشكل، لذلك يمكنني أن أقول بأنني راضية جدا عن محتواه.
هل تحاولين تطبيق النصائح المقدمة في البرنامج على حياتك الخاصة؟
أنا مثلي مثل أي امرأة مغربية أحب تجربة كل ما هو جديد فيما يخص الأطباق ووصفات الجمال. أصبحت نصائح نبيل العياشي حاضرة بشكل قوي داخل بيتي لدرجة أنه في مرة من المرات أثارت غضب زوجي حين اقترحت عليه تناول الفواكه قبل وجبة الغذاء (تقول ضاحكة).
دراستك للفنون الجميلة هل ساعدتك في مجال التنشيط التليفزيوني؟
هذا أكيد، وعلى حد قول شقيقي إدريس رحمه الله ،لاشيء يمكن أن تتعلمه في الحياة ولن يفيدك مستقبلا” ، أولا بالنسبة للغة الانجليزية، فبفضل دراستي لهذه اللغة الحية تمكنت من أن أترجم العديد من البرامج المقدمة على شاشة القناة الثانية، وأيضا ساعدتني جدا في التواصل مع الأجانب من أجل تغيير الصورة النمطية للمرأة المغربية وأيضا لأعطي صورة وانطباعا عن المرأة المغربية التي تتحدث اللغات وتستطيع أن تمرر رسائل مهمة بلغتهم الأم، وذلك غيرة مني على المرأة المغربية …
ماهو البرنامج الذي سبق أن قدمتيه وتتمنين إعادة تقديمه في حلة جديدة؟
البرنامج الوحيد الذي أنا الآن راضية جدا عنه وكنت أتمنى من سنوات تقديمه على شاشة القناة الثانية هو برنامج “صباحيات” وهذا ما أعلنت عنه منذ سنوات على مجلة القناة الثانية، صحيح أنه لا يقدم بالحلة التي أتمنى إن يتم تقديمه بها، تمنيت لو تم منحي الإمكانيات المادية اللازمة لاستطعت أن أجعل من برنامج “صباحيات” من أهم البرامج النسائية في العالم… هناك برنامج أتمنى أن أعيد تقديمه هو “برنامج شبيه ببرنامج استوديو دوزيم” لكن دون أن يكون ذلك على حساب “صباحيات “.
كيف كان اللقاء الأول مع زوجك ؟
لقائي الأول مع زوجي عادل الشقيري لم يكن طيبا، لأنه حصل بيننا سوء تفاهم كزملاء عمل وأصبحنا نلقي التحية على بعض من بعيد لمدة تعدت الخمس سنوات، إلى أن اضطررنا للعمل معا في عمل مشترك “استوديو دوزيم” لاحظت حينها بأنني أخذت فكرة غير صحيحة عنه، حيث وجدت فيه شخصا متفهما وخفيف الظل وأيضا شخصا طيبا لتبدأ بعد ذلك علاقة الحب التي توجت بالزواج.
هل يؤثر اشتغال زوجك معك في نفس القناة على حياتكم الخاصة؟
بالعكس أنا أراه من الشق الايجابي، لأن تجربة زوجي الكبيرة تمكنه من إعطائي نصائح مهمة فيما يخص عملي، إضافة إلى أنني لا أضطر إلى أن أبرر له سبب غيابي المتكرر عن البيت بحكم أنه على دراية بظروف عملي، وأيضا لا أضطر إلى الكثير من الشرح فيما يخص أجواء عملي لأنه على دراية بها مسبقا، لذلك أنا اعتقد بأن اشتغالنا في نفس المكان والمجال يعطي سلاسة أكثر لحياتنا اليومية.
هل سبق أن وجه لك زوجك انتقادا عن طريقة تنشيطك للبرامج؟
طبعا وجه إلي عدة ملاحظات كانت في محلها وقمت بتطبيقها، أنا بطبعي منفتحة على جميع الانتقادات البناءة التي تضيف جمالية وأهمية للبرنامج. أريد أن أعطيك معلومة في هذا الباب، أنا أصغي جيدا لأحاديث النساء في السوق وفي الحمام وفي جميع الأماكن التي تجمع النساء للتعرف أكثر على اهتماماتهن ومشاكلهن ونصائحهن لتقديمها في البرنامج، أنا أعتبر برنامج “صباحيات ” هو مرآة للمرأة المغربية.
ماذا غيرت الأمومة في حياة سميرة؟
الأمومة غيرت كل شيء في حياة سميرة. إنه شعور لا يمكن وصفه في كلمات بالرغم من صعوبة الأمومة ومسؤولياتها، إلا أنها أكبر هدية من الله لا أعرف كيف أشكره عليها، وأعتقد أن كل أم ستفهم كلامي هذا.
لاحظنا ميولا فنيا عند ابنك إدريس حدثينا قليلا عنه
ادريس هو ابني البكر، إنه فنان بالفطرة، هو لا يعتبر من الأوائل في الدارسة وذلك بسبب انشغاله بكل ماله علاقة بالفن والثقافة وبالصورة، ويعتبر الرسم عشقه الأول، وأظن أنه ورث هذه الميول الفنية من إخواني الذين كانوا جميعهم يعزفون على آلات موسيقية مختلفة..
كيف تحافظين على جمالك ورشاقتك؟
لن أكذب عليك وأقول بأنني مهووسة بتجربة وصفات الجمال، لكن ما يمكن أن أقوله لك هو أنني اعتبر نفسي امرأة “بلدية” أقصد الحمام المغربي كل أسبوع، ولا أشرب المشروبات الغازية بشكل نهائي، أبتعد عن المقليات وأركز أكثر على تناول الخضروات وأمارس الرياضة لكن ليس بشكل يومي، بالرغم من أنني كنت سباحة ماهرة وذلك راجع إلى أنني ابنة “المدينة القديمة” …أجرب بعض الوصفات الطبيعية بالرغم من أنني أومن بان الجمال هو الجمال الداخلي الذي يعكس نورا خارجيا لا يضاهيه أي جمال مهما كانت شدته.
ما تأثير الشهرة على حياتك الاجتماعية؟
الشهرة أعيشها بفرح كبير وأقولها دوما بيني وبين نفسي “الله إيدومها نعمة” وعندما يستوقفونني الناس في الشارع ويؤكدون لي إعجابهم وحبهم لي وللبرنامج، فانا أكون في قمة سعادتي وأعتبر كلامهم تاجا فوق رأسي، وأدعوا الله أن يستمر حبهم هذا وأكون أهلا له.
هل هناك طرائف حصلت معك بسبب نجوميتك؟
في مرة من المرات انتقدني أحد الأشخاص أمام زوجي عادل الشقيري، وهذا الشخص لا يعرف بأنه زوجي، إلى أن جاء إلى بيتنا في زيارة فصدم لمعرفته بأنني زوجة الشقيري.. صراحة كان إحراجه مسليا خصوصا وأنني عاملته بكل لطف واحترام وهو لا يدري بأن زوجي لم يخبرني بهذه الواقعة التي حصلت إلا بعد خروج الضيف من بيتنا..
**********
هوايتك: الطبخ
طبقك المفضل: كسكس البلبولة
أهم كاتب قرأت له: باولو كويلو
لونك المفضل: الأبيض