تُعد الرموش جزءاً حيوياً من منظومة حماية العين، فهي تعمل كحواجز طبيعية تمنع وصول الغبار والشوائب إلى القرنية، وبالتوازي مع وظيفتها البيولوجية، تمثل الرموش عنصراً جمالياً جوهرياً في تحديد ملامح الوجه. لذا، تتطلب العناية بها بروتوكولاً دقيقاً يجمع بين التغذية السليمة والممارسات الوقائية لضمان قوتها وكثافتها.
أولاً: التنظيف الهيكلي ومنع التكسر
تبدأ صحة الرموش من عملية التنظيف اليومي. إن بقاء رواسب “المسكرة” والمكياج على الرموش لفترات طويلة يؤدي إلى تصلب الشعيرات، مما يجعلها عرضة للكسر السهل عند أي احتكاك.
• استخدام المذيبات الزيتية: يُنصح باستخدام منظفات تعتمد على الزيوت أو تقنية “الميسيلار” المخصصة للعيون، لقدرتها على تفتيت الجزيئات الصبغية دون الحاجة إلى الفرك العنيف.
• تقنية المسح اللطيف: يجب وضع القطنة المبللة بالمنظف فوق الجفن المغلق لعدة ثوانٍ للسماح للمنتج بتفكيك المكياج، ثم المسح باتجاه الأسفل والجهة الخارجية للعين برفق شديد.
ثانياً: التغذية ودور الفيتامينات
تنمو الرموش ضمن دورة حياة محددة، وتتأثر جودتها بشكل مباشر بالوضع الصحي العام للجسم. هناك عناصر غذائية أساسية تساهم في تعزيز نمو البصيلات:
1. البيوتين (B7): يلعب دوراً محورياً في إنتاج الكيراتين، وهو البروتين الأساسي المكون للشعر والرموش.
2. أوميغا 3: تساهم الأحماض الدهنية في ترطيب الشعيرات من الداخل ومنع جفافها.
3. فيتامين E: يعمل كمضاد للأكسدة يحمي البصيلات من التلف الناتج عن العوامل البيئية الخارجية.
ثالثاً: التعامل مع أدوات التجميل
تؤدي الممارسات الخاطئة في استخدام أدوات التجميل إلى فقدان الرموش بشكل متسارع. وللحفاظ على ديمومتها، يجب اتباع القواعد التالية:
• مكبس الرموش: يُحظر استخدامه بعد وضع المسكرة؛ لأن الطبقة الجافة تجعل الرموش قاسية، واستخدام المكبس حينها يؤدي إلى قص الشعيرات أو اقتلاعها. يجب استخدامه فقط على رموش نظيفة وجافة.
• صلاحية المنتج: تنتهي الصلاحية الحيوية للمسكرة بعد ثلاثة أشهر من الفتح. استخدام المنتجات القديمة يعرض العين والرموش للبكتيريا التي قد تسبب التهابات الجفون وتضعف نمو الرموش.
رابعاً: الترطيب الموضعي
تستفيد الرموش من الترطيب الخارجي لزيادة مرونتها. يمكن استخدام زيوت طبيعية نقية مثل زيت الخروع أو زيت اللوز الحلو، بشرط تطبيقها بواسطة فرشاة نظيفة على أطراف الرموش فقط، مع تجنب ملامسة جذور الرموش أو داخل العين لتفادي حدوث تهيج أو انسداد في الغدد الدهنية للجفن.
إن العناية بالرموش ليست إجراءً مؤقتاً، بل هي روتين يتطلب الاستمرارية. الاعتماد على الممارسات الصحية، والابتعاد عن الرموش الاصطناعية المجهدة للبصيلات، يضمن الحصول على إطار طبيعي وقوي للعين يعكس الصحة والجمال المستدام