ما إن تتلقى المرأة خبر إصابتها بالسرطان حتى تنقلب حياتها رأسًا على عقب، بين الخوف من العلاج والقلق من المجهول. لكن بعض المريضات استطعن تحويل التجربة إلى فرصة لاكتشاف القوة الداخلية، بفضل تقنيات دعم نفسي وتكميلي ساعدتهن على تجاوز الألم والخوف، كما تروي بهجة ونادية، اثنتان من المستفيدات من أنشطة “دار زهور”.
بهجة: “تعلمت نواجه الخلعة والتوتر بالتنفس والتأمل”
تحكي بهجة أن بدايتها مع دار زهور كانت صدفة سنة 2022 بعد أن صادفت صفحتهم على فيسبوك.
“مشيت لعندهم بعدما شفت لاباج، استقبلوني وعطوني برنامج فيه ورشات يومية: اليوغا، الغرابي، السوفولوجي… كل نشاط كان عندو أثر كبير عليا، خصوصًا فمرحلة العلاج.”
تضيف أن الورشات ساعدتها على تجاوز مرحلة صعبة كانت فيها متوترة وخائفة:
“تعلمت تمارين ديال التنفس والميديتاسيون، والخيال الإيجابي اللي كيعلمونا فالسوفولوجي. هذ التقنيات خلاتني نتحكم فالخوف ونتعايش مع الألم.”
بعد الشفاء، واصلت بهجة ممارسة ما تعلمته، فأدخلت اليوغا والمشي ضمن روتينها اليومي، وحتى الغناء كوسيلة للتعبير عن مشاعرها.
“كل ما نحس بالتوتر، كنرجع للتمارين اللي تعلمت، كتعاونني نرجع لهدوئي.”
نادية: “العلاج النفسي ساعدني نتقبل المرض ونعيش بسلام”
نادية معذور اكتشفت إصابتها بالسرطان سنة 2024، وتصف تلك المرحلة بأنها الأصعب في حياتها.
“الخبر ما كانش سهل، الخوف من الموت ومن أنني نخلي وليداتي كان كبر إحساسي بالمرض.”
لكن انخراطها في جلسات الدعم النفسي والتكميلي غيّر مسارها.
“من خلال التنويم المغناطيسي والطب النفسي، تعلمت نتغلب على الخوف، نرتب أولوياتي ونتخذ قرارات علاجية بهدوء.”
توضح نادية أن الورشات التي شاركت فيها شملت أيضًا التوعية بالتغذية، صحة الفم، والعناية بالبشرة أثناء العلاج الكيميائي.
“هاد الجلسات ساعدتني نتفادى مضاعفات كثيرة، وعرفت مزيان كيف نعتني بجسمي خلال العلاج.”
وتضيف أن التجربة لم تفدها وحدها، بل ساعدت أسرتها أيضًا على التعامل مع المرض بطريقة أكثر تفهمًا ودعمًا.
الدعم النفسي كجزء من العلاج
تُبرز شهادتا بهجة ونادية أهمية العلاجات التكميلية والدعم النفسي في رحلة مريض السرطان، خصوصًا في مجتمع ما زال يعتبر المرض موضوعًا صعب الحديث عنه.
كلاهما تؤكد أن المساندة، سواء من مختصين أو من محيط المريض، تصنع فرقًا حقيقيًا في مسار الشفاء، وتمنح المصاب طاقة للاستمرار.
في النهاية، تبقى الرسالة المشتركة بين التجربتين واضحة:
الخوف جزء من الرحلة، لكن تجاوزه ممكن حين يجد المريض من يسانده ويفهمه، وحين يتعلم كيف يصالح جسده ونفسه في مواجهة المرض.