يعد القفطان المغربي من أهم رموز الثقافة المغربية في اللباس والزي التراثي، إذ يعتبر لباسا رسميا في حفلات الأعراس والمناسبات الدينية.
كما يعتبر القفطان المغربي رمزا حيا للهوية المغربية ويتم تناقله من الأم إلى الإبنة ومن المعلم إلى تلميذه منذ أزيد من ثمانية قرون. كما يحظى القفطان بجمالية استثنائية بجميع أنحاء العالم.
تاريخ القفطان المغربي:
تعود أصول القفطان المغربي للقرن الـ12 ميلادي بعهد الموحدين. وصنع الزي حين كان سلاطين الدولة الموحدية يرغبون في لباس مهيب يليق بسلاطين المغرب. وصنع انطلاقا من لباس قبائل مغربية ومزج مع منسوجات السفيفة والعقاد المصنوعة بفاس. وكانت فاس تتوفر على معامل للنسيج وهو ما ساهم في صناعة القفطان.
أنواعه:
قفطان الخريب الفاسي:

وهو نوع من القفاطين المتميز بطوله وأكمام طويلة، يزين بالسفيفة والعقاد والمضمة، ويصنع من ثوب البروكار الفاخر باللون الأصفر، ويعرف بثمنه الباهظ.
قفطان النطع الفاسي:

وهو من أقدم الأزياء المغربية، طويل وبأكمام طويلة، يصنع من ثوب “الموبرا” الأخضر الملكي ويطرز بالنطع الفاسي بخيوط ذهبية.
القفطان الملكي:

اسمه نسب إلى الأسرة الملكية المغربية، ويدعى أيضا القفطان المخزني ويتميز بقصاته الفصفاضة، يتم لبسه مع المضمة والحلي المغربي.
قفطان الحاج عمر التطواني:

اشتهرت نساء تطوان بارتدائه، هو عبارة عن قفطان من ثوب خاص الحاج عمر ويتميز بحزامه البروكار ويعتبر قطعة أساسية بلباس العروسة.
قفطان البهجة الفاسي:
قفطان مغربي معروف بمدينة فاس ومراكش يصنع من الثوب المزركش بألوان متنوعة وأزهار ويزين بالسفيفة والعقاد.

قفطان أسملال:

وهو القفطان الأمازيغي وتتزين به نساء سوس يكون باللون الأحمر او الأخضر أو الأصفر، ويطرز بالطرز السوسي، وهو قطعة أساسية في اللباس السوسي.
وأصبح القفطان المغربي يحظى بشهرة عالمية كبيرة خلال السنوات الأخيرة بسبب إبداعات المصممين المغاربة الذين حافظوا على الروح التقليدية التراثية الممزوجة بالتصميم العصري، مما منحه لمسة متميزة حظيت باهتمام عالمي.
ويذكر أن لجنة صون التراث الثقافي اللامادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو” صادقت في 10 دجنبر الجاري على تسجيل القفطان المغربي تراثا غير مادي عالميا.
وتم الإعلان على الموافقة اليوم الأربعاء 10 دجنبر بالهند، على الملف الذي تقدم به المغرب. وقد نجحت الجهود المشتركة بين وزارة الثقافة والمندوبية الدائمة للمملكة لدى اليونسكو في تقديم ملف متكامل يُبرز الخصائص التاريخية والفنية التي تجعل من القفطان عنصرا ثقافيا “مغربيا أصيلا”، وهو ما مهد الطريق لاعتماده تراثا ثقافيا.
يأتي هذا الإنجاز في إطار استراتيجية مغربية شاملة لحماية التراث الوطني، تم تعزيزها مؤخرا باتفاقية مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية.
ويشار إلى أن ملف المملكة المقدم حول ترشيح القفطان، يوثق على أنه زي تقليدي مغربي ينهل من تاريخ طويل من تقاليد الألبسة التي عرفت تطورا كبيرا منذ العصور الوسطى إلى غاية يومنا الحالي.
وعنون الملف بـ”القفطان المغربي: فن وعادات ومهارات”، وهو ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي للإنسانية، والتي تعرف باعترافها لتنوع الممارسات الثقافية والمهارات التي تحملها المجتمعات.