عاش الوسط الفني المغربي والعربي ليلة حزينة برحيل الفنانة الكبيرة نعيمة سميح، التي أغمضت عينيها للمرة الأخيرة، مساء الجمعة المنصرم ، عن عمر ناهز 72 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. صوتها الدافئ الذي رافق أجيالًا بأغانيه الشجية، رحل، لكن إرثها الفني سيبقى خالدًا في ذاكرة المغاربة ومحبي الطرب الأصيل أيضا .
مسيرة ذهبية: من “مواهب” إلى عرش الأغنية المغربية
ولدت نعيمة في الدار البيضاء عام 1954، وبرزت موهبتها مبكرًا من خلال برنامج المسابقات الشهير “مواهب”، الذي قدمه عبد النبي الجيراري، والذي خرّج أيضًا أسماء بارزة مثل سميرة سعيد وعزيزة جلال.
بصوتها العذب وإحساسها الصادق، استطاعت أن تتربع على عرش الأغنية المغربية، مقدمةً روائع مثل “ياك أجرحي”, “غاب علي الهلال”, “أمري لله”, “جاري يا جاري”, و*”أحلى صورة”*. كما كان لها تعاونات أيضا مع ملحنين بارزين في المغرب والخليج، مثل يوسف مهنا الذي لحّن لها “واقف على بابك”.
مكانة استثنائية:
حظيت نعيمة سميح بتقدير رسمي وشعبي غير مسبوق، حيث ظهرت في أكثر من مناسبة إلى جانب الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان يقدر فنها، كما وشّحها الملك محمد السادس بوسام الكفاءة الوطنية سنة 2007، تكريمًا لمسيرتها الفنية الاستثنائية.
تقرؤون أيضا : فنانون مغاربة ينعون الراحلة نعيمة سميح
وداع النجوم: كلمات تبكي القلوب
لم يكن وداع نعيمة سميح مجرد خبر عابر، بل أيضا لحظة وجع حقيقي عبر عنها كبار الفنانين بكلمات تنزف حزنًا:
قالت سميرة سعيد، صديقة الطفولة:
“اليوم فقدت جزءًا من ذكرياتي، ووجهًا كان دائمًا مشرقًا بالحياة. لم تكن فقط صوتًا استثنائيًا، بل كانت إنسانة دافئة، تملأ الدنيا بضحكتها وروحها الطيبة.”
أما سعد لمجرد، فنعى أيقونة الطرب المغربي قائلًا:
“رحم الله السيدة نعيمة سميح، كانت مثالًا للنقاء وطيبة القلب، وأيقونة لن تتكرر.”
أسماء المنور كتبت بتأثر:
“غاب الهلال.. آخر لقاء جمعني بها كان في مراكش، عندما جاءت لتهنئتي بمولودي، وحملته بين ذراعيها بدفء الأم. لن أنساها ما حييت.”
وقالت ديانا حداد:
“برحيلها، افتقدنا أحد أعظم الأصوات النسائية، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.”
أما أصالة، فقد عبرت عن حزنها العميق بقولها:
“فيها مسحة ملائكية، كانت صوتًا نقيًا يشبه النور.. رحمك الله يا سيدة الطرب الأصيل.”
حسين الجسمي وصفها قائلًا:
“نعيمة سميح.. صوت المغرب الأصيل وروح فنه العذبة، رمز للرقي والإحساس الصادق. رحمها الله وأسكنها الجنة.”
إرث خالد في الذاكرة المغربية
برحيل نعيمة سميح، فقد المغرب والعالم العربي قامة فنية شامخة، لكنها ستظل حاضرة في قلوب محبيها بأغانيها الخالدة، التي ستبقى تصدح في الأرجاء، لتروي قصة فنانة نقشت اسمها بحروف من ذهب في سجل الخلود.