غيب الموت، اليوم الثلاثاء 21 أكتوبر ، الفنان المغربي الكبير عبد القادر مطاع، بعد مسار فني حافل تجاوز نصف قرن من العطاء في المسرح والتلفزيون والسينما. برحيله، يفقد المغرب أحد أبرز وجوه الفن الذين ساهموا في تأسيس جيل من الإبداع الأصيل، وبصموا الذاكرة الفنية المغربية بعمق وأصالة.
مسيرة فنية امتدت لعقود
وُلد عبد القادر مطاع سنة 1940 بمدينة الدار البيضاء، وبدأ مسيرته الفنية في خمسينيات القرن الماضي عبر المسرح، قبل أن ينتقل إلى الشاشة الصغيرة التي كانت آنذاك في بداياتها. سرعان ما لفت الأنظار بموهبته الكبيرة وصوته المميز، ليصبح واحداً من أعمدة الأداء الدرامي المغربي.
تميّز مطاع بقدرته على تجسيد شخصيات متنوعة، من الأدوار الكوميدية الخفيفة إلى الشخصيات المركبة المليئة بالعمق الإنساني. ومن أبرز أعماله التلفزيونية التي رسخت اسمه في ذاكرة الجمهور المغربي: “سرب الحمام”، “العصا لمن عصا”، “الطاهر بلفرياط”، “المرحوم”، إلى جانب مشاركته في عدد من الأفلام السينمائية والمسرحيات التي جمعت بين الأصالة والرسالة الفنية الهادفة.
معاناة مع المرض وغياب عن الأضواء
خلال السنوات الأخيرة، عانى الفنان الراحل من تدهور في حالته الصحية، إذ فقد بصره تدريجياً، ما اضطره إلى الابتعاد عن الساحة الفنية. رغم ذلك، ظل صوته وذكراه حاضرين في وجدان المغاربة الذين تابعوا مسيرته باحترام وتقدير، واعتبره كثيرون نموذجاً للفنان المتواضع والمخلص لفنه ووطنه.
حزن في الوسط الفني المغربي
أثارت وفاة عبد القادر مطاع موجة حزن واسعة في الوسط الفني، إذ نعاه فنانون ومخرجون ومحبون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مستذكرين أخلاقه العالية وروحه الطيبة. وكتب عدد من زملائه كلمات مؤثرة ودّعوا من خلالها “الأب الروحي” كما كانوا يلقبونه، لما مثّله من مدرسة في الأداء والالتزام الفني.
سيظل عبد القادر مطاع حاضراً في الذاكرة الثقافية المغربية بما قدّمه من أعمال شكّلت مرجعاً في تاريخ الدراما الوطنية. فقد حمل الفن على كتفيه بإخلاص، وأعطى من قلبه لكل شخصية أداها، لتبقى صورته رمزاً للفنان الذي عاش بسيطاً، ومات كبيراً