العطلة الصيفي فترة تتعطل فيها الدراسة لمدة معينة ويتنفس فيها الأبناء الصعداء. وكما تمر السنة الدراسيةبسرعة، فالعطلة السنوية تمر بشكل أسرع. وإذا كانت العطلة قد ارتبطت في أذهان العديد من الأسر المغربية بالسفر فقط، فإنها تبقى في نظر البعض محطة يتزود منها الأبناء بكثير من المهارات المتنوعة قد تكون المدرسة عاجزة عن تقديمها.ذ.مونيرلحفاص، مدرب في مهارات التنمية الذاتية ومرشد تربوي متخصص في قضايا الطفل والمراهق والعلاقات الزوجية يقربنا من دور الوالدين في التخطيط المسبق للعطلة الصيفية بما يغطي الخصاص والحاجيات التي تساعد الأبناء في بناء شخصيتهم.
ماهو الدور الذي يمكن أن يلعبه الآباءفي التخطيط لفترة العطلة؟
على الوالدين أن يغيروا معتقدات أبنائهم اتجاه المدرسة، فهي ليست مصدرا وحيدا للتعلم بل هناك أيضا العطلة وهي بمثابة مدرسة الحياة،بحيث يبرزوا لهم جميع المجالات التي يمكن أن يطوروا فيها شخصياتهم وأن العطلة هي مدرسة بدون أستاذ، بل هم أساتذة أنفسهم وأن تحررهم من شبح الالتزام اليومي بالدراسة لايعني أن العطلة ستمر في تسيب زمني وفوضى بل يلزمها تخطيط ذكي للاستفادة منها بشكل فعال.
ماهي مظاهر هذه الفوضى؟
يصبح الأبناء في حالة من الفوضى والتسيب وكأنهم ينتقمون من “الحصار” الدراسي الذي حرمهم من متعهم المشروعة على حد فهمهم، فيسهرون إلى ساعات متأخرة من الليل ويمكثون مدة طويلة خارج البيت فتصبح لديهم عادات غير منتظمة اتجاه الاكل ويدمنون على مشاهدة التلفاز وأجهزة اللعب الالكترونية. كل هذا وغيره يجعلهم غير مستعدين للدخول المدرسي القادم، بل بمجرد ذكر اقتراب ذلك إلا وتظهر عليهم علامات التذمر والتأسف.
في هذه الحالة كيف نساعد الأبناء على استثمار العطلة الصيفية بشكل ايجابي؟
هذا السؤال يعتبر هم كثير من الآباء، فهم يقفون عاجزين عن وضع برنامج متوازن لثلاثة أسباب: الأول هو عدم التخطيط المسبق لذلك والثاني وهو فهمهم القاصر للدور الفعال الذي تلعبه العطلة في حياة الأبناء والثالث جهلهم بالمجالات التي تهم تطوير شخصية أبنائهم. وإذا أردنا الحديث عمليا، فلتجتمع الأسرة آباءوأبناء وليحضروا ورقة وقلما وليقوموا بوضع أكبر قدر من المعلومات والأفكار المرتبطة باستثمار العطلة ويجعلوها في مجالات ثم يرتبوها على حسب الأهمية ويضعوا برنامجا يوميا لتطبيقها وأسبوعيا لتقويمها.
هل يمكن تحديد هذه المجالات؟
هذه المجالات تهم الجوانب التالية:
الجانب الروحي:الذي يهم تطوير مستوى الايمانيات والعلاقة بالخالق والالتزام بالطاعات والعبادات.
الجانب الأسري:وهو يهم تطوير العلاقة مع الأقارب وصلة الأرحام والأصدقاء.
الجانب المالي:وهو يهم التخطيط والتوفيروالذكاء المالي.
الجانب الصحي:وهو يهم العناية بالصحة وممارسة الرياضة.
الجانب الترفيهي:وهو يعنى بالاهتمام بكل مايرفه على النفس من سفر ولعب.
الجانب التثقيفي:وهو يعنى بتطوير الرأسمال الثقافي والرأسمال المعرفي والرأسمال اللغوي عبر القراءة مثلا.
كيف يمكن توطيد علاقة الأهل مع الأبناء خلال العطلة؟
العطلة مع الأهل هي فرصة للاستكشاف المتبادل بحيث يتعرف الأبناء على والديهم من زوايا متعددة غير الزاوية التي ألفوها في البيت كمصدر لإصدار الأوامر والنواهي والحث على التركيز على الدراسة،فتزداد مشاعر الألفة والمحبة وتشع الثقة وتمد جسور التواصل الإيجابي فيحدث الاستقرار النفسي في الأسرة.
ماهي النصيحة التي يمكن تقديمها للأهل في العطلة الصيفية؟
شخصيا أرى انخراط الأبناء في المخيمات الصيفية والكشافة ضرورة خاصة في مراحلهم المتقدمة، لأنها تساعد على تطوير شخصياتهم وصقل مواهبهم وتنمية حس المسؤولية لديهم وهذا نلمسه بجلاء عند من استفاد منها بشكل سنوي.
**