أطلق الفنانان المغربيان Mr. ID وعلي كنعان مشروع «ASKI»، الذي شكّل محطة فنية أعادت قراءة التراث الجنوبي المغربي برؤية معاصرة. جاء هذا العمل كتعاون ثانٍ بينهما بعد ألبوم “Roots”، وقدم تجربة تجمع بين الموسيقى الإلكترونية والهوية البصرية في قالب يحاور الذاكرة ويستحضر روائح الجنوب.

قدّم «ASKI – المجلد الأول» عشر مقطوعات موسيقية، اعتمد فيها المنتج والدي جي عبد الرحمن الحفيظ (Mr. ID) على استرجاع إيقاعات الجنوب وتقديمها داخل كتابة إلكترونية حديثة. سعى من خلالها إلى خلق جسر يربط الأصالة الصحراوية بالموسيقى العالمية، مع الحفاظ على روح التراث.
وقال Mr. ID عن المشروع:
“«أسكي» نداءٌ نحو الجذور، ورحلة صوتية تصل الجنوب المغربي بكتابة موسيقية معاصرة.”
في الوقت الذي حملت فيه الموسيقى روح المشروع، شكّلت الهوية البصرية التي صاغها الفنان علي كنعان بعده الجسدي. استند كنعان إلى خلفيته الأكاديمية والتجريبية، واشتغل على بناء عالم بصري متكامل مستلهم من الصحراء.

ظهر Mr. ID في الغلاف كرحّالة يحمل ساعة رملية، رمزاً لعملية انتقال الصوت عبر الزمن، حيث تتحول رمال التراث داخل عنق الزجاجة إلى موسيقى إلكترونية جديدة.
وقال علي كنعان:
“كان التحدي بالنسبة إلي أن أترجم هذه الرحلة إلى صور، وأن أجعلها تجربة تعبر الزمن.”
اعتمد كنعان على تقنيات الـ Concept Art لإنتاج هوية بصرية تستند إلى السرد والرمز، مستحضراً ألوان الصحراء وطبقاتها. وقدّم صوراً تعكس عمق الإيقاعات الموجودة في العمل، لتصبح الصورة امتداداً للنغمة.

جسّد «أسكي» نضجاً فنياً لدى الطرفين. فقد واصل Mr. ID ترسيخ اسمه في موسيقى الـ Afro-House ذات الطابع المغربي، فيما عزز علي كنعان حضوره كفنان رقمي قادر على توظيف التكنولوجيا في خدمة الهوية الثقافية، وهو الذي حصل على وسام من “جمعية الفنون والعلوم والآداب” بباريس.

قدّم مشروع «أسكي» تجربة فنية جمعت الصوت بالصورة، وأعاد فتح نافذة على الجنوب المغربي بأدوات حديثة. ودعا الجمهور إلى إعادة اكتشاف التراث خارج قوالبه التقليدية، برؤية تربط الماضي بالمستقبل وتمنح الذاكرة امتداداً بصرياً وصوتياً جديداً.