تقول كوثر المطواع مدربة الوعي الأنثوي،في حوار مع “لالة فاطمة” إن مفهوم السعادة الزوجية يختلف من شخص لآخر،وللبعض قد يكون فقط مصطلح لغوي، أي من الصعب عيش حياة زوجية سعيدة مثالية، وهذا المبدأ بحد ذاته،تضيف المطواع ،يجعل الشخص ينساق مع أفكارونوايا الوعي الجمعي الذي يتبنى نفس الفكر، مما يوقع الزوج والزوجة ،من وجهة نظرها في أخطاء تحجب عنهما الشعور بالسعادة الزوجية والتي هي العمود الفقري لأي زواج.
وتحصر مدربة الوعي الأنثوي،هذه الأخطاء في التالي،
عدم التواصل وتوحيد المصطلحات
من المشاكل الشائكة في العلاقة الزوجية هي: عدم التواصل وتوحيد المصطلحات بين الطرفين، بمعنى أن أحد الطرفين أو كلاهما لا يستعملان لغة حوار واحدة للنقاش أو لحل النزاعات، بل يتشاجران لإثبات من هو الأصح. وإضافة إلى هذا، عدم توحيد مفهوم المصطلحات لدى الطرفين، أي لكل طرف منهما تعريفه الخاص لبعض المصطلحات،مما يولد المشاكل التي تؤدي إلى إطلاق أحكام لا أساس لها وقد تدمر العلاقة، فمثلا كلمة حب عند الزوجة يختلف مفهومها والتعبير عنها عند الزوج، و مصطلح الاحترام، التقدير، وإلى غير ذلك…فلا يجب اتهام أي شخص حتى نعلم هل لدينا نفس المفهوم.
حب السيطرة
حب السيطرة ورغبة التحكم في الطرف الآخر، يظن فيها المرء أن هذا الشخص ملكه ومن الطبيعي فرض السيطرة عليه ووضع قوانين صارمة في بعض الأحيان بنية الحفاظ عليه. وهذا نابع من إحساس عدم الثقة في النفس، أو نقص في التقدير الذاتي وعدم الاستحقاق، الخوف المفرط من فقدان شريك الحياة الذي يجعل من الشخص في حالة قلق دائم وغيرة شديدة،تجعل الطرف الآخر يشعر بالضيق والقيد مما يخوله النفور من العلاقة.
عدم ترك مساحة الخصوصية
من أكثر المشاكل شيوعا في العلاقات الزوجية هي: عدم احترام خصوصية الزوج أو الزوجة، والتي تؤدي في أغلب الأحيان إلى عدة أفعال مصاحبة مثل التجسس والغيرة المفرطة والشك وعدم الثقة في النفس والكذب ومضايقة الطرف الآخر بكثرة الأسئلة لمعرفة أدق التفاصيل في مسألة ما، وكل هذا يهدد السعادة الزوجية وفي بعض الأحيان يدمر الحياة الزوجية بأكملها.
عدم المبالاة السلبي
عدم المبالاة السلبي هي عندما تصبح الزوجة أو الزوج لا يهتمان لبعضهم البعض، ولا يناقشان المواضيع المتعلقة بالمنزل أو بالأولاد، يمارسون أنشطتهم اليومية أو الأسبوعية بانفراد دون إخبار الطرف الآخر أو مشاركته،.مما يولد البرود عاطفي وملل في العلاقة الزوجية وغير ذلك، مما يبخر الإحساس بالسعادة الزوجية
عدم تحمل المسؤولية
عدم تحمل المسؤولية من أكبر الأشياء التي تهدم العلاقة الزوجية، بحيث يكون الشريك غير قادر أو لا يريد تحمل مسؤولية أخطائه الناتجة من سلوكه ووعيه، مما يجعله دائم الشكوى والانتقاد واللوم، وخصوصا إذا كان متبادلا بين الطرفين، حتى يصبح العيش مستحيل لكليهما.
العنف
للعنف الكثير من الأنواع من ضمنها العنف اللفظي والجسدي، فمعظم الأحيان العنف الجسدي يكون نتيجة العنف اللفظي، وهذا ناتج عن قلة التواصل وعدم العيش وفق الأسس الحقيقية، التي تبني الزواج الحقيقي وهي الاحترام والود والتآلف وحسن الظن بشريك الحياة والتسامح وإلى غير ذلك.
العلاقة الجنسية
تشير الأبحاث أن 70 أو90 في المائة ،من نسبة الطلاق تكون بسبب توتر العلاقة الجنسية، والسبب راجع إلى عدم مصارحة كل من الشريكين بما يحبه ويريده من الطرف الآخر، فلكل شخص نقط حسية تزيد من غريزته واستمتاعه بالعلاقة الحميمة، وعدم الوصول إلى هذه المتعة والتغاضي عنها لمدة طويلة تولد النفور وعدم الاشتياق الجنسي للطرف الآخر، كما يتولد الملل في حال عدم التجديد والإبداع واختيار الأوقات المناسبة لذلك.
ولتفادي كل ما سلف ذكره ومعيقات أخرى تقلل من عيش حياة زوجية سعيدة، لابد للإنسان أن يعيش السعادة مع نفسه أولا، وذلك بتعزيز ثقته بنفسه وحبه لذاته والإحساس بالاكتفاء والغنى النفسي والروحي والذاتي، فهذا يولد الإحساس بالسعادة والطمأنينة والسلام الداخلي، مما يجعله يعيش حياة متوازنة مع نفسه أولا ثم مع الطرف الآخر.