تجمعهم الحياة ويتعرفون على بعضهم البعض رغم اختلاف وضعيتهم الاجتماعية أو تشابهها في أحيان كثيرة، ويربطهم عقد زواج شرعي، لتبدأ بينهم حياة من نوعية خاصة حياة أسرية بدأت بالتفاهم وبالإعجاب وبالحب، ليكون الزواج هو المحطة الأخيرة فيها.
زوج أو زوجة في وضعية اجتماعية عادية بل أحيانا تقارب خط الفقر، ورغم ذلك كانت العلاقة جيدة وتخيم السعادة على بيت الزوجية، ولكن ما الذي يحصل حينما تنقلب الأوضاع ويصير أحد الزوجين غنيا فجأة، وينصلح حاله ليجد نفسه في وضعية اجتماعية مرموقة، سواء بفضل اجتهاده أو بفضل إرث تركه له الأب أو الأم.
ليلى تزوجت منذ 16 سنة من زميل لها في سلك التعليم الابتدائي، أحبته وأحبها وأنجبا طفلتين، وكانت الحياة بينهما تسير بشكل طبيعي، ولكن فجأة تحول كل شيء، وانقلبت حياتها إلى جحيم.
تحكي لنا ليلى حكايتها وهي تتحسر على سنوات كانت من أجمل سنوات عمرها، حيث تقول كنا نعيش في سلام وود، ولكن بمجرد ما توفي والد زوجي وترك له أراضي زراعية يقتسمها مع إخوته تغير الحال، وأصبحت النقود تكثر في يده ولم يعد يدخل المنزل إلا في وقت متأخر، وأصبح يهددني بأنه سيتزوج علي من أجل إنجاب ذكر يحمل اسمه، رغم أن هذا الأمر لم يكن يتحدث عنه قبل ذلك، وتضيف قائلة -عرفتي المشتاق إلا فاق بحال هاكا وقع لراجلي – ولم أعد قادرة على تحمل العيشة معه ولكنني أصبر من أجل بناتي، وتطور الوضع إلى أن أصبح ينام خارج البيت ويصرف أمواله على النساء واللهو، وكأنه مليونير، وأحسست ساعتها أن فقره كان نعمة علي وعلى بناتي.
بالنسبة لعائلة سعيد، الأمر يختلف تماما، حيث يقول كان مستوى زوجتي الدراسي متواضعا ، وشجعتها بشكل كبير ومتواصل على إتمام دراستها والحصول على شهادة الباكالوريا، وفعلا وبفضل دعمي لها ومساندتي الكبيرة، كان لها ما أرادت وحصلت على الباكالوريا، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل شجعتها أكثر للحصول على شهادة جامعية، والارتقاء في سلم التدريس بشكل جعل منها أستاذة، وهنا تبدأ الحكاية، يقول سعيد، بدأت زوجتي تتغير بشكل تدريجي وأصبحت تعتبرني موظفا عاديا، لا أوافق وضعيتها الاجتماعية الجديدة، وتغيرت عن من حولها ونسيت أن الفضل فيما هي فيه لي أنا، ومع الأسف أول من تنكرت له وأصابها الغرور من جهته هو أنا، زوجها.