البيت السعيد ليس هو الذي يخلو من الخلافات، وإنما الذي يضم زوجين يعرفان كيف يختلفان بدون أن يخسر كل منهما ود الآخر، أو ينتقص من رصيد احترامه له.
لتأكيد هذه النظرية، “لالة فاطمة” التقت بعض الأزواج للبوح بأسرار زواجهم السعيد والمتواصل، رغم الفروقات التي يمكن أن تكون والمشاكل الموجودة بين جدران البيوت السعيدة.
فكانت هناك إجابات تضيء بعض الزوايا التي تجعل الزواج سعيدا، أو على الأقل تجعله يدوم لفترة طويلة تثبت بالفعل أنه زواج ناجح.
لا شك أن السعادة الزوجية لها مفاتيح مبهمة وكل ثنائي يراها من منظاره الخاص، وفي هذا التحقيق أطلعنا بعض المتزوجين على السر الذي يتوج حياتهم الزوجية.
الحاجة أم هاني الفلاحي والحاج علي عفان، هما دائما مضرب المثل في الزواج السعيد داخل وسطهما العائلي، فقد مر على زواجهما مر عليه أكثر من 53 عاما أثمر عن سبعة أولاد وخمسة أحفاد، ولا يزالان يعيشان حياة سعيدة. تكشف الحاجة أم هاني أسباب سعادتها الزوجية قائلة، ليس هناك من وصفة سرية للزواج السعيد سوى ما نردده جميعا الحب والتقدير، فالمرأة تستطيع أن تجعل من بيتها جنة لأن سر سعادتها الزوجية هو عقلها، ومربط تلك السعادة لسانها، فالزواج ليس سلعة سأقوم بتبديلها أو إرجاعها ، وبالطبع لابد من التنازلات أمام الخلافات لحل الأزمات التي يتعرض لها الزوجان، وكذلك حفظ حقوق الآخر ومناقشة كل الأمور برحابة صدر لكي يستطيع أي طرف أن يقنع الآخر بآرائه.
وأيضا المعاملة الجميلة والاحترام هما أساس نجاح الحياة الزوجية، فأنا احترم زوجي دائما وأعتني به وأعيش معه على الحلوة والمرة طيلة هذه السنين وهو بالمثل يعاملني نفس المعاملة.
أما خالد رزاق وزوجته خديجة، فقد مر على زواجهما أكثر من 10 سنوات، ولازالا يعيشان حياة سعيدة مع بعضهما.
يقول خالد تزوجت عن حب منذ عشر سنوات، ومازال هذا الحب يخيم على بيتنا الصغير رغم كل الاختلافات بيننا، وأظن أن زوجتي لها دور كبير في خلق هذه السعادة الدائمة في مملكتنا الصغيرة مع أطفالنا، فهي دائما تتحمل العبء الأكبر من مسؤولياتي تجاه الأسرة، وإن طلبتم مني وصفة سحرية لضمان زواج سعيد وناجح، فأقول لكم هناك وصفة وحيدة، هي الكلمة الطيبة التي يجب أن تكون شعار الزوج تجاه زوجته، والحب عنوانه لحل كل المشاكل التي تصادفهم في حياتهم الزوجية. أما بالنسبة لي فأنا قد أحببت زوجتي بأنوثتها وأمومتها وعشقها لي، وهي أحبتني بظروف عملي كلها وبهدوئي الذي يريحها ويخفف من أعبائها، وبثقتي الكاملة بها كحبيبة وزوجة وأم.
في حين يرى س.خالد أنه لا يمكن أن يكون الزواج سعيدا إلا إذا كان زواجا مقترنا بالحب، لأن هذا ما يجعل الحياة هادئة ومستقرة ومريحة بين الزوجيين، يحكي خالد عن سر سعادته الزوجية ويقول، تزوجت من ليلى منذ سنتين تقريبا بعد قصة حب طويلة وجميلة لا يمكنني لا أنا ولا هي أن ننساها أبدا.
فالحب الذي جمعنا هو ما يجعلنا نتخطى كل المصاعب والخلافات والمشاكل التي تواجهنا لنحيا حياة سعيدة ونضمن زواجا ناجحا بكل المقاييس، وأنا أنصح كل كل رجل يريد أن تكون حياته الزوجية سعيدة أن يفاجئ زوجته بين الحين والآخر، بهدية ولا شرط أبدا أن تكون غالية، فهذه المبادرات تجدد الحياة الزوجية باستمرار وتبعدها عن الملل.