يقول الدكتور عبد الجبار شكري أستاذ باحث في علم الاجتماع وعلم النفس، يعتبر الإخلاص الزوجي عاملا من عوامل نجاح العلاقة، وورقة رابحة لاستمرار الحياة المشتركة التي يمكن للزوجة من خلالها أن تقيس درجة الإخلاص الوجداني لزوجها بمقياس العشرة …لأنه لا توجد قاعدة تفيد بأنه ليس كل رجل متزوج غير مخلص لزوجته، مع العلم أن هذا الاخلاص لا يتعارض مع الاشتهاء الجنسي لامرأة أخرى، لأن هذا الأخير لا يؤدي بالضرورة إلى وجود خيانة زوجية التي لا تبدأ ملامحها إلا بوجد فضاء أسري متأزم، وأعني بذلك العلاقة التصادمية التي تنبع من داخل العلاقة الزوجية ذاتها بسبب التمركز النرجسي للأنا، وانغلاقه على ذاته بالنسبة لكل من الزوجين، والذي يكون سببا في رفع درجة الخلاف والتوتر الذي يصل أحيانا إلى مستوى العنف المعنوي أو المادي، فيبعده كل ذلك عن دف، وسعادة الحياة الزوجية .
وبالنسبة للقضاء الاجتماعي نجد أهم صوره في مجتمعنا المغربي، وهو ما يسمى بالفضاء الاستيطيقي، هو الذي يهمين عليه الجسد الأنثوي سواء في اللباس المغري أو الإيحاءات أو صور للأجساد المثيرة جنسيا، كلها عوامل تشكل اغراء قويا ومثيرا خارجيا حادا في ايقاظ الرغبات الليبيدية المكبوتة عند الزوج، فتجعله يندفع بشكل هستيرى إلى احتضان هذا الفضاء واختراقه، بكل قوة ولو في خياله.
لان مقاومة الرجل تتلاشى أمام قوة الايحاء الجسدي وإغرائه الجنسي، بمعنى آخر أن منطق الهوى يطغي على منطقة العقل والواجب والمسؤولية.. إلى جانب عامل اخر وهو فضاء الاختلاط والتعدد وأعنى به أن المرأة اصبحت حاضرة في كل الأماكن مع الرجل باستمرار، وبالتالي تخلق في رجل إدمانا على وجود المرأة وممارسة هويته في المعاكسة بدون إحراج، بالإضافة كذلك إلى وجود فضاء إعلامي الذي يسعى إلى عرض نماذج للأنوثة المغرية، هذا يجعل الرجل الذي لم يتزوج من المرأة التي يشتهيها جنسيا والتي تغريه جسديا، إلى التفكير وبعدم الإخلاص وجدانيا لشريكة حياته.
وفي الأخير أريد الإشارة إلى أنه ليس كل الزوجات يعتقدن في عدم إخلاص أزواجهن، إلا إذا وجد البعض منهن ما يثبت العكس أو في حالات إذا کانت هؤلاء مصابات بمرض الغيرة والشك إلى حد الوسواس القهري…