أدركت منذ طفولتها أن مسارها في الحياة المهنية سيكون مختلفا،أحبت الرقص والغناء والتمثيل في الصغر،ثم إبداعا على الثوب من خلال تصميم الأزياء في بداية مرحلة الشباب ،فممثلة نالت إعجاب المخرجين منذ أول عمل فني . هي منى فتو “عيشة” في بنات العساس ، الهادئة والجميلة و الملتزمة في مواعيدها، التقتها “لالة فاطمة” في الحوار التالي :
أما زالت منى تعيش في جلباب “عيشة” بنت العساس ولو في بعض التفاصيل أم انفصلت عنها وتعيش حياتها الطبيعية بشخصية منى؟
في العمل الدرامي ،من البديهي أن أتقمص الشخصية ،بعد أن أشتغل عليها ،لأصل لدرجة التماهي معها،وهذا يتطلب مني جهدا وتركيزا وطاقة، لذلك صعب أن أتجرد من الشخصية بمجرد الانتهاء من العمل ،بل تسكنني لبعض الوقت وتنسحب مني بشكل تدريجي إلى أن تختفي نهائيا .
فهل هناك تقارب بين الشخصيتين أم تباين ؟
هناك تقارب وتباين في بعض التفاصيل ،تجمعني بعيشة صفات “كالحنان ” أحب أن أكون الأم الحنون على إخوتي وأسرتي بشكل عام ،حتى في وجود والدتي أطال الله في عمرها،أمتلك ذاك الرابط الأسري القوي ،مثل عيشة في بنات العساس ،نلتقي أيضا في صفة الصبر ،فمنى فتو صبورة ،تحاول أن تتجاوز صعوبات ومشاكل الحياة ،لكن نفترق في أن منى “مكتسمحش في حقها ” على عكس عيشة حتى في علاقتها مع ابنتها .
ماذا تحملين من ذكريات عن طفولتك في المدرسة والشارع ؟
منذ طفولتي توقعت أن أصبح فنانة، لكن لم تحدد مخيلتي الصغيرة مجال إبداعي ، كنت أحب الرقص والتمثيل والغناء،كنت أخمن أني لن أصبح طبيبة أو مهندسة كما كل أحلام الصغار ،وإنما مسارا مختلفا يحمل خصوصية ،وفعلا ذاك ما كان .
كنت طفلة عادية ،تلميذة مجتهدة لا اختلق المشاكل لا في المدرسة ولا في البيت ،عشت طفولة هادئة نسبيا .
وماذا تغير اليوم عن أمس ،أمازالت الطفلة تعيش مرحلتها العمرية والشابة كذلك أم كبرنا قبل الوقت كما يقال ؟
تراودني تارة مشاعر الطفلة، وتارة أخرى مشاعر المرأة الناضجة والجميل ألا نستغني عن طفولتنا وحمولتها في دواخلنا،لأنها عنوان للبراءة والتلقائية ،التي سنواجه بها صعوبات الحياة المادية .
كأم وامرأة ماهي النصائح التي توجهينها للأمهات المغربيات للحفاظ على قيمنا المغربية الجميلة كما شاهدناها في سلسلة “بنات العساس “؟
يمكن أن أشارك القراء تجربتي الخاصة، ولا أسدي النصائح .
يجب أن نحب أبناءنا ونشعرهم بذاك الحب العميق تجاههم ،نحن جيل تشبعنا بلفظة “حشومة” أكثر من مشاعر الحب الطبيعية ،وجيل اليوم يحتاج للحب وللتواصل و للحنان، عانقوا أبناءكم تحدثوا إليهم كثيرا وطويلا تقربوا منهم ولا تبعدوا تحت أي ظرف كيفما كان.
في سطور
العنف ضد المرأة ؟
العنف بجميع أنواعه مرفوض سواء ضد المرأة أو الرجل أو الابن وليس هناك ما يبرره.
إدمان المخدرات ؟
الإدمان خطير،صحيح هناك مدمنون كبار ،لكن الأغلبية من فئة الشباب،وليس فقط إدمان المخدرات بل أيضا إدمان الهواتف ،القمار اللعب … علينا أن نرافق أبناءنا ونتواصل معهم لغرس الثقة في نفوسهم قبل ” ما توقع الفاس فالراس “كما نقول .
الجورة أو الجيران؟
النبي صلى الله عليه وسلم وصى على سابع جار ،الجيران هم عائلتك يجب أن يسود الحب والاحترام بينهم والجميل في مجتمعاتنا الإسلامية،أننا نتكاثف في وقت الشدة ونذوب في بعضنا البعض ،هذه خاصية كنز وجب الاحتفاظ عليها .
الحمام المغربي ؟
هو المتنفس الأول، أعشق الحمام وافتقدته أثناء الحجر الصحي ،لهلا يخطي الحمام علينا .
المرأة المغربية؟
امرأة تستحق كل التقدير والإعجاب والاحترام، لأنها إنسانة خلوقة وصبورة .يقال عنها ” سحارة تخطف الرجال” ، نعم هي ساحرة بجمالها وأناقتها ورقيها ،تمتلك صفاتا يتمناها كل رجال العالم ، فتحية للمرأة المغربية .
الرجل المغربي ؟
هو رجل شهم بمعنى الكلمة، يملك مقومات روحية وإنسانية؛يضحي من أجل أسرته ، يقدر المرأة ويحترمها ، هذا بشكل عام ،لكن هناك استثناءات ، حيث لم يستطع بعض الرجال مواكبة التطور الذي عرفه مسار المرأة المغربية.