يرى عزوز التوسي أستاذ علم النفس الاجتماعي أن “حشيان الهضرة” يمرر خطاب بشكل ضمني، ويكون في الغالب في غير صالح المرسل إليه، وإن الرسالة التي يراد إبلاغها ترمي إلى خلق نوع من التوتر النفسي لديه، وفي كثير من الأحيان يكون أثر “الهضرة المحشية” أقوى بكثير من الكلام الناقد المباضر، بحيث يستهدف المس بكرامة المخاطب.
إلا أن “حشيان الهضرة” ليس في متناول الجميع ، إذ أن هناك أشخاص يمتلكون فنه أكثر من الآخرين، في حين يفتقر البعض إلى مهاراته لكونهم يفتقرون إلى الأدوات اللغوية والدلالية، وكذا إلى تقنيات التلاعب بالكلمات والمعاني.
وكلما كانت المهارة كبيرة والتلاعب بالمصطلحات ماهرا، كاما كان الأثر في النفس قويا والقدرة على الرد صعيفة، قد يستغل المرسل المناسبة الملائمة لممارسته “حشيان الهضرة”، ما يجعل المستقبل عاجزا عن الرد، وبالتالي يكون التوتر متأججا، إنه كلما عجز هذا الأخير عن رد الصاع كلما استمر التوتر، ما يجعل الضحية في بحث دائم عن الرد.
ويمكن القول أيضا إن من بين العوامل التي يمكن أن تدفع الشخص لممارسة هذا النوع من الخطاب، هناك عوامل نفسية وأخرى اجتماعية ثقافية، إما طفولة غير آمنة بفعل أب أم أم غير مشبعين أو كانا مصدري قلق وتوتر غالبا ما تكون وراء شخصيات تلجأ إلى العدوانية، ومنها العدوانية اللفظية.
كذلك إن انعدام مشاعر الأمن والخوف تؤدي أحيانا إلى الإسراع بالهجوم قبل أن يتعرض للهجوم، وفي حالات أخرى قد يكون هذا النوع من العدوانية ناتجا عن عدم القدرة على المصارحة أو النقد المباشر أو التعبير الحر عن الرأي، ما يؤدي إلى آليات التوائية لتفريغ العدوانية. وقد يلجأ البعض بفعل تميزهم بروح النكتة، إلى “حشيان الهضرة” كأسلوب للتواصل مع الآخر، غير أن ذلك لا يعفي هذا الأسلوب من طابعه العدواني، علما بأن النكتة بدورها كثيرا ما تكون محملة بشحنات عدوانية.