مع اقتراب موعد الامتحانات يخيم جو يحمل معه قلق و توتر ليس فقط على الأبناء بل على الأسرة كاملة، فيتم إعلان حالة الطوارئ داخل البيوت.
هي حالة مكررة في معظم البيوت المغربية.. ذ.مونيرلحفاص، مدرب في مهارات التنمية الذاتية والإرشاد التربوي، يقربنا من الوسائل والمهارات التي تساعد الآباء والأبناء على إدارة أجواء الامتحانات من داخل البيوت أو من داخل قاعات الامتحانات. واجتيازها بهدوء وسلام.
كيف يمكن تعريف القلق الذي يزامن فترة الامتحان؟
قلق الامتحان هو حالة نفسية تتصف بالخوف يعتري بعض الطلبة والتلاميذ قبل وأثناء الامتحان ويكون مصحوبا بتوتر وانفعالات حادة تؤثر سلبا على القدرات العقلية كالانتباه والتذكر والتركيز، وهي أمور مطلوبة بشكل ضروري في موقف الامتحان.
هل تؤثر حالة القلق التي يعيشها التلميذ والطالب قبيل الامتحان على مردوديته؟
يعتقد الكثير من الناس على أن الضغوط والتوتر والقلق دائما مشاعر سلبية، لأنه يترتب عليها مضار نفسية عميقة والحق أن الطالب والتلميذ يحتاج لمثل هذه المشاعر لكي يستثار جسميا ووجدانيا ومعرفيا واجتماعيا للمحافظة على يقظة الوعي، وبالتالي استجلاب الدافعية التي تعتبر ضرورية لدفع عجلة النجاح الدراسي، وعليه فمصطلح التخلص من القلق يبقى قاصرا، لأن المطلوب هو إدارة القلق وليس التخلص منه، وهو يعني أن يتمتع التلميذ في الامتحانات بذكاء عاطفي يستطيع بواسطته إدارة مشاعره وهناك قاعدة هامة تقول: من لا يتحكم في مشاعره قد يخسر يوم الامتحان حتى وإن كان من النوابغ.
ما هو دور الذي يمكن أن يلعبه الوالدين في إدارة قلق الامتحان؟
ينبغي على الاباء والأمهات جس نبض قلق أبنائهم ومعرفة درجة توترهم انطلاقا من الملاحظة والسؤال والتواصل المباشر ليتمكنوا من مساعدتهم على تجاوز الامر بسلام. وفي ما يلي بعض الاعراض التي تنتاب الطالب والتلميذ أثناء تعرضه لقلق الامتحان:
التوتر والأرق وفقدان الشهية.
استحواذ بعض الافكار الوسواسية قبل وأثناء الامتحان.
التفكير المبالغ في الامتحان والانشغال عن المذاكرة.
سرعة خفقان القلب وجفاف الحلق والشفتين.
ألم البطن والغثيان.
نقص الثقة في النفس.
خلل في التذكر والانتباه والتركيز.
عدم القدرة على استدعاء المعلومات المخزنة.
ما هو التصرف السليم للآباء بعد الوقوف على قلق ابنهم من الامتحان؟
يبدو من المنطقي بعد جس النبض أن يعرف الاباء والأمهات مسببات القلق لدى أبنائهم لأنها تختلف من ابن لآخر، ومجالسته وفتح حوار إيجابي معه لإيجاد السبل والطرق لتجاوز هذه الأسباب التي قد تكون نفسية أو عقلية أو منهجية ويمكن حصرها في ما يلي:
الضعف في بعض المواد الدراسية.
الخوف من كلام العائلة والمقربين.
الخوف من عدم الحصول على نتيجة مشرفة أو من الرسوب.
الخوف من قاعة الامتحان وأجوائها النفسية.
الخوف من المراقبين.
الخوف من عدم القدرة على التعامل الايجابي مع الاسئلة.
كيف يتصرف الآباء عمليا مع أبنائهم لخفض توتر وقلق ابنهم؟
على الاباء أن يبتعدوا عن تقمص دور الشرطي والجلاد والمحاسب والمدعي العام وأن يتقمصوا دور المرشد والاستشاري النفسي الذي يساعدهم على تطوير قدراتهم من خلال مساعدتهم على حل المشاكل النفسية والعقلية التي تصادفهم، ومساعدتهم على الشعور بالثقة والأمان بحيث ينظرون الى أنفسهم على أن باستطاعتهم تحقيق النجاح الذين يطمحون اليه، وسيكون رائعا أن يعلموهم مهارات الاسترخاء والتنفس بعمق، كما أن عليهم أن يشجعوا أبنائهم على بناء صورة ذهنية ايجابية عن أنفسهم ومساعدتهم على عدم استخدام اللغة السلبية التي يتحدثون بها عن أنفسهم وعن الامتحان وما أجمل أن يبرمجوهم على استبدال كلمة الامتحان بالاختبار أو العرس أو حفلة إثبات الذات كبدائل ترفيهية لتخفيف القلق.
ماهي النصائح التي يمكن أن يقدمها الاباء والأمهات لأبنائهم استعدادا للامتحان؟
يمكن للآباء أن يوجهوا ابنائهم لعدة أمور مهمة تساعدهم على الاستعداد الأمثل للامتحان وفي ما يلي بعض الخطوات التي نراها تستحق الذكر:
عدم السهر كثيرا لأن السهر لا يساعد على التركيز.
عدم الافراط في تناول المنبهات كالشاي والقهوة.
أخد قسط وافر من الراحة والنوم.
مزاولة الرياضة بانتظام والاهتمام بالصحة.
ماهي النصيحة التي يمكن توجيهها للمقبلين على اجتياز الامتحانات؟
نصيحتي للمقبلين على اجتياز الامتحانات أوجهها لكل من ينسى كل شيء في بداية الامتحان، فعوض أن تتحكم فيه مشاعر القلق فليكن هو سيد الموقف بتحكمه هو فيها، وعمليا سيكون من المجدي تتبع الخطوات التالية:
أترك ورقة الامتحان جانبا ولا تلتفت إليها لبضع ثوان.
تنفس ببطء ثم بعمق عدة مرات.
ابتسم ثم ابتسم ثم ابتسم.
اخرج بذهنك من قاعة الامتحان.
تذكر الذكريات الجميلة في حياتك ثم ابتسم.
عد إلى ورقة الامتحان وابدأ بالإجابة عن السؤال الأكثر سهولة بالنسبة إليك.
من العجائب أنك ستستشعر أن المعلومات المخزنة قد بدأت في الاستدعاء وأن ما ذاكرته بدأ يخرج بانسياب.