نظرا للتقدم التكنولوجي الذي أصبح العالم يعرفه، وتطوراته التي تجمع بين ما هو إيجابي وسلبي. إلا أنه منذ ظهوره بدأ ينتشر ما يسمى بالعنف الالكتروني أو الجريمة الإلكترونية والتي عرفت انتشارا كبيرا، استدعت الدول إلى سن ترسانة قانونية وتشريعية للحد وردع الممارسين لمثل هذه الأفعال.
فالعديد من النساء يتعرضن للعنف الرقمي، ومن بين هذا العنف نجد التنمر، خاصة على شكلهن وجسدهن، وهو ما يمكن أن يتسبب في العديد من الأزمات النفسية لديهن حين يتكرر .
في هذا الإطار قالت المتخصصة في علم النفس الاجتماعي بشرى المرابطي في تصريح لمجلة “لالة فاطمة”، إن “النساء عندما تتعرضن للتنمر على الجسد يخلق لديهن كرها لجسدهن ولشكلهن”.
وأضافت أن هذا الأمر يتحول إلى فقد للثقة في النفس وفي الجسد وضعف في تقدير الذات. مضيفة أنه بالنسبة للمرأة “فقد يسبب لها مشاكل على المستوى الأسري والعلاقات، وإذا لم تكن متزوجة فإن ذلك يهدد مستقبل علاقاتها وارتباطاتها”.
ولم تغفل الأخصائية بشرى المرابطي عن الإشارة إلى المراهقين أيضا اللذين يتأثرون من التنمر في علاقاتهم وفي المدرسة ، مشيرة إلى أن المراهقين الأكثر تضررا هم “اللذين يعانون من هشاشة نفسية مما قد يدخله في حالة اضطراب الرهاب الاجتماعي وبالتالي سينعزل عن المجتمع أو على الأقل فإن ثقته بجسده ستستمر وسترتبط به لمراحل عديدة من الحياة”.
وفيما يخص الحماية الرقمية التي يجب أن يتعلمها مستعملو التكنولوجيا أكد مدير فضاء مغرب الثقة السيبيرانية يوسف بن طالب، على أن الحماية الرقمية تبدأ بسلوكيات وممارسات بسيطة لكنها فعالة.
وأكد بن طالب في تصريحه للمجلة أنه “من الضروري أن يتعلم الشباب بالأخص حماية حياتهم الخاصة من خلال مثلا عدم مشاركة معلوماتهم الشخصية بسهولة، وعدم قبول طلبات الصداقة من أشخاص مجهولين، واستعمال كلمات مرور قوية ومختلفة لكل حساب، مع تفعيل خاصية التحقق الثنائي تجنبا لقرصة حساباتهم وصفحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي وغيرها”.
وتابع بن طالب قائلا: “كما نؤكد على أهمية التفكير مليا قبل النشر، لأن ما يُنشر اليوم قد يتحول إلى مصدر أذى في المستقبل”.