اعتدنا أن نبحث في عالم الجريمة التقليدي، عن دوافع معقدة: الانتقام، الطمع، أو ربما لحظات جنون مطبق. ولكن، في عصرنا الرقمي هذا، ظهر دافع جديد، تافه بقدر ما هو مرعب: “الملل والرغبة في الشهرة”. و هذا ما حدث في روسيا حيث فتحت السلطات تحقيقا في مقطع فيديو مثير للهلع كادت أن تنهي فيه أم حياة طفلها من أجل ” التريند ” .
القصة بدأت في مدينة ساراتوف الروسية، حيث قررت “آنا سابارينا”، وهي مدونة تبلغ من العمر 36 عامًا وتدّعي تقديم محتوى عن “الأمومة”، أن تكسر روتين مرض ابنها (البالغ نحو 10 سنوات) بطريقة شيطانية. بدلاً من تقديم الحساء الساخن أو قراءة قصة، قررت آنا تحويل ابنها إلى “مادة للعرض”.
أظهر الفيديو الذي اطلعت عليه الجهات الأمنية مشهداً يحبس الأنفاس، ليس إعجاباً بل رعباً. الطفل “ستاس” يستلقي داخل كيس تخزين عملاق مخصص للأغطية والوسائد، يعد براءة: “واحد، اثنان، ثلاثة”، لتغلق الأم السحاب بإحكام. وفي ثوانٍ معدودة، تحول صوت المكنسة الكهربائية إلى أداة لسحب الحياة، حيث شُفط الهواء تماماً، والتصق البلاستيك بجسد الطفل الصغير ووجهه.
صرخة “ماما” المخنوقة التي أطلقها الطفل لم تكن جزءاً من سيناريو تمثيلي، بل كانت نداء استغاثة حقيقي. ورغم أن الأم فتحت الكيس ليخرج الطفل لاهثاً ومبتسماً ، إلا أن الخبراء يؤكدون أن الفاصل بين هذه اللعبة والموت المحقق لم يتجاوز بضع ثوانٍ من نقص الأكسجين أو توقف القلب.
الأم بررت فعلتها بعبارة صادمة في بساطتها: “كنا نشعر بالملل”. هذا “الملل” دفعها لنشر الفيديو بحثاً عن التفاعل، لكن ما حصلت عليه كان عاصفة من الغضب الشعبي وتحركاً أمنياً صارماً.
تحقيقات شرطة مقاطعة ساراتوف، التي تحركت فور رصد الفيديو، وضعت “سابارينا” في مأزق قانوني حقيقي. فالتهم التي تلوح في الأفق ليست مجرد “إهمال”، بل تندرج تحت بند تعريض حياة قاصر للخطر وممارسة أفعال غير قانونية بحقه. ووفقاً للقانون الروسي، فإن العقوبة التي تنتظر هذه “الأم المؤثرة” قد تنقلها من عالم الأضواء الافتراضية إلى عتمة الزنزانة لمدة قد تصل إلى 5 سنوات، مع غرامة مالية باهظة تصل لـ 500 ألف روبل.