لم تكد تمر سوى أربعة أشهر على ليلة الزفاف، حتى تحولت الزغاريد التي ضجت بها قرية “ميت برة” إلى صرخات نعي وعويل، بعدما استيقظ أهالي مركز قويسنا بمحافظة المنوفية على فاجعة إنسانية، راحت ضحيتها العروس الشابة “كريمة. م” (20 عاماً) وجنينها الذي لم يرَ النور، على يد زوجها “أيمن. ج”، في جريمة هزت الضمير الإنساني وأحالت هدوء القرية الريفية إلى صدمة وذهول.
تفاصيل “السبت الدامي”
داخل منزل الزوجية القابع بجوار “مسجد النصر” وسط القرية، كانت النهاية المأساوية لقصة زواج بدأت في يوليو الماضي. بدأت الواقعة عندما سمع الجيران أصوات شجار مرتفعة تخرج من نوافذ المنزل يوم السبت، وسرعان ما انقطع الصوت ليحل محله سكون مريب، انتهى باكتشاف جثة الزوجة الشابة.
تلقى اللواء مدير أمن المنوفية إخطاراً من مأمور مركز شرطة قويسنا، يفيد بمقتل ربة منزل تبلغ من العمر 20 عاماً، إثر اعتداء زوجها عليها. وعلى الفور، تحركت قوة من مباحث المركز، وتمكنت من ضبط الزوج والتحفظ عليه، بينما نُقل جثمان الضحية إلى مستشفى قويسنا المركزي، ومنه بقرار من النيابة إلى مشرحة مستشفى شبين الكوم التعليمي للتشريح.
اعترافات الزوج: “ندمان ومكنش قصدي”
أمام جهات التحقيق، وقف الزوج المتهم منكساً رأسه، مدلياً باعترافات تفصيلية حول اللحظات الأخيرة. أكد المتهم أن خلافاً زوجياً عادياً نشب بينهما وتطور لمشادة كلامية، فقد على إثرها أعصابه.
وقال المتهم في اعترافاته: “لم أقصد قتلها نهائياً.. ضربتها بيدي على رأسها، لكنها سقطت على الأرض وفارقت الحياة.. لما شفتها واقعة أصبت بذهول كامل”. وأضاف مبدياً ندمه: “والله العظيم ندمان ومش عارف عملت كده إزاي”.
الأم المكلومة: “عايزة حق بنتي.. ده مش مجنون”
في مشهد يدمي القلوب أمام مشرحة مستشفى شبين الكوم، وقفت والدة الضحية تذرف الدموع وتصرخ مطالبة بالقصاص. “محدش يقول عليه مجنون.. أنا عايزاه يتعدم”، هكذا صرحت الأم لوسائل الإعلام وهي في حالة انهيار تام.
وكشفت الأم تفاصيل مؤلمة، مشيرة إلى أن ابنتها كانت حاملاً في شهرها الثاني، وأنها تلقت اتصالاً صباحياً يخبرها بالكارثة. وأوضحت قائلة: “بنتي اشتكت منه مرتين بس طول الأربع شهور، مكنتش بتحكي عن مشاكل كبيرة، وهو كان عاقل وفي كامل قواه ولا يتعاطى المخدرات.. خذوا حق بنتي وحفيدى اللي مات في بطنها”.
الوداع الأخير وقرار النيابة
عقب انتهاء الطبيب الشرعي من تشريح الجثمان لبيان سبب الوفاة بدقة، صرحت النيابة العامة بالدفن. ونُقل الجثمان في سيارة تكريم الموتى إلى مسقط رأس العائلة بمحافظة القليوبية، حيث ووريت الثرى وسط حزن عميق خيّم على المشيعين الذين لم يتخيلوا أن يزفوا العروس إلى قبرها بهذه السرعة.
من جانبها، أمرت النيابة العامة بمركز قويسنا بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاستكمال الإجراءات القانونية ومحاسبته على الجريمة التي أنهت حياة زوجته وجنينها.