الزهري أو “النوّار”، كما يحلو للمغاربة تسميته، مرض يصنف ضمن خانة الأمراض المنقولة جنسيا، لكن القليل من يعرف المرض، طرق انتقاله وكذا أعراضه ومضاعفته التي قد تكون من بينها موت الجنين أو ولادته مبكرا.عبد المجيد عيبود، رئيس جمعيةIST Zéro (المتخصصة في التواصل الوقائي من أجل محاربة التعفنات المنقولة جنسيا وفيروس السيدا)، يقربنا من المرض وطرق علاجه.
ماهو الزهري الخلقي المعروف بـ”النوّار” عند المغاربة؟
الزهري هو مرض معد جدا تسببه جرثومة تدعى اللولبية الشاحبة، ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية الغير محمية، أو عن طريق تلامس جسدي قريب مع شخص مصاب بالمرض(خاصة القرح التى توجد فى الفم أو الأعضاء التناسلية للشخص المصاب). معظمالأشخاص المصابون لا تظهر عليهم أعراض ويمكن لهم نقل العدوى إلى أشخاص أخرين. علما أن النساء الحوامل المصابات بالزهري يمكن أن ينقلن المرض إلى الجنين. وفي هذه الحالة يسمى الزهري الخلـقي أو الولادي والذي يسبب تشوهات للجنين، ولادات مبكرة أو وفاة المولود بعد الولادة.
ماهي طرق انتقاله؟
ينتقل الزهري الخلقي من الأم إلى الجنين بطريقتين، الأولى وهي الانتقال عن طريق الدورة الدموية وذلك إبتداءا من الشهر الخامس للحمل، في هاته المرحلة تمر جرثومة اللولبية الشاحبة عبر المشيمة ثم إلى الأوعية السرية ثم نحو كبد الجنين مسببة الزهري الثانوي. وإحتمال إصابة الجنين باللولبية الشاحبة تكون كبيرة كلما كانت إصابة المرأة حديثة (%50 إلى %100 إذا كانت إصابة المرأة أثناء فترة الحمل)٫ لذا من الضروري قيام المرأة الحامل بعملية الكشف خلال الثلاثة أشهر الأولى للحمل وكذلك خلال الشهر السادس للحمل، أما الطريقة الثانية التي ينتقل فيها الزهري، فهي تحدث أثناء الولادة، حيث تنتقل البكتيريا من التقرحات التي تصيب الجهاز التناسلي للحامل إلى الجنين.
ماهي أعراضه ومضاعفاته على الجنين؟
ينقسم الزهري الخلقي إلى ثلاثة أنواع:
الزهري الخلقي المبكر: يشبه المرحلة الثانوية من المرض الزهري المكتسب وتظهر أعراض وعلامات المرض قبل عمر السنتين على شكل طفح جلدي، وبشكل خاص على مستوى كف اليدين والقدمين والجلد المحيط لفتحة الشرج والفم، وخلل في العظم والذي يظهر في الأشعة، وتضخم في الطحال والكبد، واصفرار، وتضخم في العقد اللمفاوية وفقر الدم. ومن الممكن أن يكون هناك التهاب في الكليتين ونقصان في الصفائح الدموية. كما يمكن ولادة مبكرة أو ولادة جنين ميت.
الزهري الخلقي المتأخر:أما فيما يخص المرض الزهري الخلقي المتأخر، فإنه يظهر بعد عمر سنتين ويشبه المرحلة الثالثة من المرض الزهري المكتسب، حيث تظهر الأعراض عند 40% من الحالات عبارة عن اختلال في العظام مثل بروز في المنطقةالأمامية من الرأس، وانخفاض وتدمير في جسر الأنف وتقرحات تصيب غالبا العين على مستوى قرنية وكذلك التهابات على مستوى الشبكية.
مضاعفات الزهري الجنيني: تتجلى في الكدمات الناتجة عن الزهري الخلقي والتي تكون نهائية وهي عبارة عن صدوع، تشوهات في الأسنان ومجموعة من التقرحات كالالتهابات المدمرة التي تصيب أغشية الأنف أو التهاب غشاء عظم التيبية، التهاب القرنية أو الصمم.
ماذا عن العلاج؟
يهدف العلاج إلى التخلص النهائي من جرثومة اللولبية الشاحبة وكذا منع الأضرار الناجمة عن العدوى، وخصوصا الأضرار التي تحدث في مرحلة متأخرة، حيث تتم المعالجة على مستويين،أولا إذا تم تشخيص امرأة حامل بالمرض من خلال عمليات الفحص الروتينية، فيجب معالجتها باستخدام حقن البنسلين في أسرع وقت ممكن، أما إذا كانت لديها حساسية ضد البنسلين فيمكن إستبداله بالدوكسي سيكلين اوالإريترومسين. أما المستوى الثاني، فيهم الرضيع إذ بعد التأكد من إصابته بالزهري الخلقي، فالعلاج الموصى به هو إعطاء البنسلين عن طريق الوريد أو عن طريق الحقن العضلية ومتابعة حالته للتأكد فعالية العلاج، وتشمل المتابعة فحصا دوريا للطفل، ورصد مستوى الأجسام المضادة للزهري في الدم.