أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن تزويد مرضى القلب بجرعات مضبوطة من فيتامين D3 يقلل إلى النصف امكانية إصابتهم بأزمة قلبية ثانية بعد التعافي من الأولى، وذلك من خلال مراقبة مستويات الفيتامين في الدم وتعديل الجرعات حسب الحاجة.
نتائج الدراسة جاءت بناء على تجربة سريرية امتدت من 2017 حتى 2023 وشارك فيها 630 مريضا، وتمت متابعة حالتهم حتى 2025.
واعتمد الباحثون أسلوب العلاج الموجه، بحيث كانت الجرعات تتعدل للوصول لمستوى فيتامين د أكثر من 40 نانوجرام لكل ملليلتر.
وأوضحت النتائج وفق وكالة أخبار، أن 85% من المرضى الذين شاركوا في التجربة كانت لديهم مستويات غير كافية من فيتامين د 3 عند البداية، ما يعكس شيوع هذا النقص بين المصابين بأمراض القلب.
وقسم الباحثون المرضى إلى مجموعتين، الأولى لم تتلق أي إدارة خاصة لمستويات فيتامين د، والثانية خضعت للعلاج المستهدف وفق المتابعة الدورية لمستويات الفيتامين في الدم، وتولى الأطباء في المجموعة الثانية تعديل الجرعات بشكل دوري بناء على الفحوصات.
بينت الدراسة أن أكثر من نصف المرضى الذين خضعوا للعلاج المستهدف احتاجوا إلى جرعة ابتدائية تبلغ 5000 وحدة دولية من فيتامين د 3، وهي كمية تفوق بمقدار كبير التوصيات التقليدية المتداولة التي تتراوح عادة بين 600 و800 وحدة دولية يومياً، وأظهرت التجربة أن إعطاء هذه الجرعات الأعلى تحت إشراف طبي دقيق لم يتسبب في أي آثار جانبية تذكر.
وحسب ذات المصادر، قالت رئيسة الدراسة، هايدي ماي، الباحثة في مجال الأمراض القلبية في إنترماونتن هيلث، إن النتائج “مشجعة للغاية” مشيرة إلى أن الفريق لم يلاحظ أي آثار سلبية لدى المرضى الذين تلقوا جرعات مرتفعة نسبيا من فيتامين د 3، بل رصد انخفاضا واضحا في احتمالية التعرض لأزمة قلبية جديدة.
وأضافت “ماي” أن الفريق يشعر بالحماس تجاه النتائج، لكنه يدرك الحاجة إلى دراسات أوسع لتأكيدها على نطاق أكبر.
وأوضحت الباحثة هايدي ماي أن النتائج مشجعة، لكنها تتطلب دراسات أوسع. وأكدت أن فاعلية العلاج تعتمد على مراقبة مستويات الفيتامين في الدم للوصول للمستوى الأمثل، وليس مجرد تناول جرعة ثابتة، مشيرة إلى أن نقص فيتامين د أصبح شائعا عالميا بسبب قلة التعرض للشمس واعتماد الناس على المكملات الغذائية.