تعيش مدينة طنجة منذ أيام على وقع استنفار أمني واسع، بعد فرار متهم رئيسي في جريمة قتل بشعة خلال تمثيل فصول الجريمة داخل غابة “طنجة البالية”، في حادثة غير مسبوقة وضعت المصالح الأمنية في موقف حرج وأثارت موجة دهشة واستياء لدى الرأي العام المحلي.
فرار وسط التمثيل يشبه مشهدًا سينمائيًا
وحسب مصادر جريدة الصباح، فقد تمكنت عناصر الشرطة القضائية من توقيف المشتبه فيه الرئيسي في مقتل شاب عشريني، قبل أن تقرر نقله إلى مسرح الجريمة لإعادة تمثيل تفاصيل الواقعة تحت إشراف النيابة العامة. غير أن المتهم، وفي غفلة قصيرة، استغل لحظة ارتباك ليطلق ساقيه للريح، فارًا وسط الغابة الكثيفة، تاركًا خلفه عناصر الأمن في ذهول تام أمام مشهد بدا وكأنه مقتطع من فيلم بوليسي.
استنفار أمني وتعقب في الميدان
فور وقوع الحادث، أعلنت المصالح الأمنية حالة استنفار شامل، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى الميدان، شملت فرق الشرطة القضائية، والكلاب البوليسية، ووحدات تقنية متخصصة في تعقب الآثار. وتم تطويق الغابة والمناطق المحيطة، مع توسيع نطاق البحث ليشمل أحياء طنجة البالية والسانية ومالاباطا، وحتى المداخل الرئيسة للمدينة. واستمرت عمليات التمشيط إلى ساعات متأخرة من الليل، وسط حالة من الترقب والتوتر.
تحقيق داخلي لتحديد المسؤوليات
ووفقًا للمصادر نفسها، بادرت المديرية العامة للأمن الوطني إلى فتح تحقيق داخلي فوري من أجل الوقوف على ملابسات هذا الفرار غير المتوقع، الذي طرح تساؤلات حول الإجراءات الأمنية المعتمدة خلال تمثيل الجرائم الميدانية. ويركز التحقيق على مدى احترام الضوابط التنظيمية، ونوعية التأطير والوسائل اللوجستيكية المستخدمة في العملية، مع احتمال ترتيب المسؤوليات في حال ثبوت أي تقصير مهني.
تفاصيل الجريمة التي سبقت الهروب
وتعود وقائع الجريمة الأصلية إلى السبت الماضي، حين عثر سكان حي طنجة البالية على شاب في مقتبل العمر ممددًا على الأرض في حالة حرجة، بعد تعرضه لاعتداء عنيف بغرض السرقة. ورغم نقله بسرعة إلى المستشفى، لفظ أنفاسه متأثرًا بجروحه البليغة في الرأس. وقد أمرت النيابة العامة حينها بإخضاع الجثة للتشريح الطبي، فيما باشرت المصالح الأمنية تحقيقًا عاجلًا لتحديد هوية الجناة.
وبعد تحريات ميدانية دقيقة، تمكنت الشرطة من تحديد المشتبه فيهم، وأوقفت شخصين يعيشان حالة تشرد، قبل أن تقودها التحقيقات إلى المتهم الرئيسي الذي تمكن من الفرار خلال تمثيل الجريمة، وما يزال البحث جارياً عنه إلى حدود الساعة.
غضب واستغراب في الشارع الطنجاوي
الحادث خلف ردود فعل واسعة بين سكان المدينة، الذين عبّروا عن صدمتهم من الطريقة التي تمكّن بها المتهم من الهروب . في المقابل، تواصل الفرق المختصة عمليات البحث بتنسيق ميداني دقيق، وسط تأكيدات أمنية على أن توقيف المتهم مسألة وقت فقط.