أعلنت القناة الثانية دوزيم عن تخصيص الدورة السابعة من جائزة “تيليلا” للمرأة القروية، تقديرًا لعاملاتٍ ظللنّ طويلاً بعيدات عن الأضواء رغم مساهماتهن الجوهرية في النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمغرب.
هذه الجائزة، التي أصبحت موعدًا سنويًا مرجعيًا في المشهد الإعلاني الوطني، تهدف إلى مكافأة الحملات التي تجسد قيم المساواة والإدماج، وتسلط الضوء هذه السنة على النساء اللاتي يشكلن العمود الفقري للقرى المغربية: الحرفيات، الفلاحات، المقاولات، والمبدعات.
وقال سليم الشيخ، المدير العام للقناة الثانية، إن تخصيص الجائزة للمرأة القروية هو “تذكير بأنها لا يجب أن تبقى غير مرئية في خطاباتنا”، مؤكدًا أن الإعلان “يمكن أن يكون أكثر من مجرد رسالة، بل مرآة تعكس واقع المجتمع وتساهم في تغييره نحو مزيد من العدالة والمساواة”.
بعد فتح باب الترشح أمام المعلنين والوكالات، اختيرت 13 حملة إعلانية للتنافس على الجائزة، ستُقيّمها لجنة تحكيم تضم أسماء معروفة من مجالات مختلفة، من بينها المخرجة هند بن ساري، الفاعل الثقافي فهر كتاني، الناشط الجمعوي إيدير أكنيدي، المديرة الإبداعية سميرة رافي، الممثلة مونية لمكيمل، والصحفي عبد الله ترابي.
وسيقام حفل تسليم الجائزة يوم 16 أكتوبر الجاري بالدار البيضاء، ليكون مناسبة لتكريم الحملات الأكثر جرأة وشمولًا، وإعادة الاعتراف بالمكانة المحورية التي تحتلها المرأة القروية في المجتمع المغربي.
من جهتها، أكدت خديجة بوجنوي، رئيسة لجنة المناصفة والتنوع بالقناة الثانية، أن “المرأة القروية تطعم وتبدع وتربي، لكنها نادرًا ما تظهر على الشاشات”، مشيرة إلى أن منحها حضورًا حقيقيًا في الإعلانات “هو اعتراف بقوتها وقدرتها على الإلهام، وتقديم نماذج نسائية أكثر قربًا من الواقع”.
وحسب معطيات المندوبية السامية للتخطيط (2025)، يبلغ عدد النساء والفتيات في العالم القروي 6.7 ملايين، منهن أكثر من 4 ملايين في سن العمل، فيما قد يساهم إدماجهن الاقتصادي بما يفوق 25 مليار درهم في الناتج الداخلي الخام.
وعلى هامش الجائزة، تواصل مبادرة “تيليلا” في نسختها الخامسة العمل على توعية الجيل الجديد من المبدعين بقيم الإدماج والمناصفة.
فقد شارك سبعة متأهلين نهائيين في تدريب إبداعي بمراكش لإنتاج إعلانات تشجع على التطوع خلال تنظيم كأس العالم 2030، كما فُتحت أبواب الفعالية هذا العام أمام أطفال دوّار شمسي، القرية البيئية المخصصة للأطفال المتأثرين بزلزال الحوز، في مبادرة رمزية تجمع بين الفن، الإبداع، والتعافي.
بهذا الاختيار، تثبت جائزة “تيليلا” أنها ليست مجرد احتفاء بالإعلانات، بل رسالة اجتماعية تؤمن بأن التمثيل العادل للمرأة القروية هو خطوة نحو مغرب أكثر شمولًا وإنصافًا.