يظل القفطان المغربي قطعة استثنائية، تحمل عبق التاريخ ورمزية الهوية. ورغم ما يثار أحيانًا حول نسبه، تؤكد هدى، المصممة الفلسطينية ومنظمة الحفلات و”نكافة” المقيمة بالمغرب، أن القفطان المغربي لا يقبل الجدل: “أنا طول عمري من صغري وأنا كنعرف أنه القفطان المغربي.. ماكينش قفطان ديال جهة واحدة أخرى.”
بداية الحكاية
تسترجع هدى تجربة مهمة في مسارها المهني، حين نظمت عرض أزياء في سنة 2010 بفندق “سوفيتيل” بالدار البيضاء، حيث مثلت فلسطين من خلال مزج زي فلسطيني بالقفطان المغربي. تقول:
“كان عندي عرض أزياء في سوفيتيل، كان مثل السفارة الفلسطينية وكنت درت مزج زي فلسطيني مغربي. وكانوا حاضرين السلك الدبلوماسي والأميرة لالة حسناء.”
وقد طُلب منها إدارة أزياء جميع الدول المشاركة في الحفل، فاضطرت للبحث العميق:
“كان خاصني ضروري ندير بحث على كل دولة باش يكون العرض مزيان، ولقيت أن الزي الجزائري مختلف تماماً على الزي المغربي.”
الفرق بين الزي المغربي والجزائري
من خلال بحثها وملاحظتها، أوضحت هدى أن الزي الجزائري في الأعراس يختلف كليًا عن المغربي، إذ يرتدي الجزائريون البلوزة المطرزة مع تنورة أو سروال. تقول:
“هما في الأعراس ديالهم مثلاً كيلبسوا البلوزة المطرزة ديال العروسة، وكيلبسوا بحال الصاية على سروال. هذا زي جزائري معروف عندهم.”
تجربة الأعراس المختلطة
من خلال تنظيم الأعراس، لاحظت هدى تحفظ بعض الحاضرين على ارتداء القفطان المغربي:
“أنا عاود دوزت ثلاثة العراسات مغربية، وكان العريس جزائري. بالنسبة للقفطان، العروسة كتلبس القفطان وتدير التقاليد المغربية. ولكن كنت كنفهم أنهم ما كانش كيعجبهم الحال، وكانوا في الكواليس كيقولوا لي لا هذا ماشي الزي ديالنا، حنا خاصنا العروسة تلبس زيّنا.”
ذاكرة الطفولة.. شهادة أخرى
رغم أنها ولدت وعاشت طفولتها في العراق، تؤكد هدى أن القفطان المغربي ظل واضحًا بالنسبة لها منذ الصغر:
“أنا ما كنتش عايشة في المغرب، صغري كله في العراق، وكنت مولودة في العراق. وما عمري عرفت أن القفطان إلا مغربي.”
بهذا اليقين، تجمع هدى بين خبرتها كمصممة أزياء ومنظمة حفلات و”نكافة”، لتؤكد أن القفطان ليس مجرد لباس، بل هوية مغربية راسخة، ورمز عالمي للأناقة والأصالة