شاركت الفنانة فاطمة الزهراء الحرش على حسابها الرسمي ستوري مؤثر لامس قلوب متابعيها. تحدثت فيه بصدق وشفافية عن تلك اللحظات الإنسانية التي يشعر فيها الإنسان بأنه تائه، منهك، وعاجز عن إيجاد معنى للطريق.
لحظات التيه والسكون
بدأت فاطمة الزهراء حديثها بالإقرار بشيء يشترك فيه الجميع: لحظات التي يفقد فيها الإنسان اتجاهه، تغيب الرغبة، وتخفت الطاقة، وتتحول الحياة إلى طريق طويل لا يُعرف من أين تبدأ أولى خطواته. “كنعيشو لحظات كنضيعوا فيها الاتجاه ديالنا… كتشوف قدامك طريق طويل ولكن ما عارفش منين تبدا”، كتبت الحرش بصراحة لافتة.
القرار الحاسم: التوقف عن الهروب
تقول الحرش إن البداية لا تأتي دائمًا بصيغة كبيرة أو لحظة خارقة، بل قد تبدأ ببساطة من لحظة صدق داخلية، من قرار صغير بالتوقف عن الهروب من الذات ومن الواقع، ومن فسح المجال للطفل الداخلي ليظهر، دون ضغط أو جلد للذات. أحيانًا، تضيف، تكون البداية في سكون عابر، في دعاء في الظلام، أو حتى كلمة تُسطر على دفتر… “المهم ماتبقاش جالس في بلاصتك”.
سؤال اللحظة: “فين أنا دابا؟”
الجميل في كلمات فاطمة الزهراء أنها لا تقدم أجوبة، بل تطرح الأسئلة التي تؤرق كل من يشعر بالضياع: “كنعيشو لحظات كنحسو أننا ضايعين، واقفين في باب وماعارفينش واش ندخلو ولا نرجعو… كنوليو نسولو علاش؟ فين؟ شحال باقي؟”، لكن السؤال الحقيقي الذي تدعو لطرحه هو: “فين أنا دابا؟”.
بداية من الخوف… لا من القوة
بصدق مؤلم لكنه مريح، تختم فاطمة الزهراء رسالتها: “أنا بديت ماشي حيتاش قوية وصافي، ولكن حيت خفت نضيع من راسي كثر… وانت تقدر تبدا دابا؟ ”.
رسالة الحرش وجدت صدى واسعًا لدى جمهورها، ليس فقط لأنها نجمة فنية، بل لأنها قررت أن تشارك جزءًا من هشاشتها، وهو ما قلّما يفعله الفنانون على العلن. كلماتها كانت بمثابة دعوة مفتوحة لكل من يشعر أنه على حافة الانهيار، بأن يتوقف لحظة، ويبدأ من حيث هو… لا من حيث يجب.