أطلق الفنان المغربي المهدي، في 30 ماي المنصرم، ثاني أعماله الفنية تحت عنوان “ENCORE”، وهي أولى إصداراته باللغة الفرنسية بعد النجاح الكبير الذي حققته أغنيته الأولى “EL KASS HLOU”. الأغنية الجديدة تأتي بنبرة تأملية وعمق فني يطرح أسئلة وجودية، ويتنقل بين الضوء والظلال، مستعرضًا صراع الإنسان مع ذاته الداخلية.
رقصة بين المقاومة والاستسلام
اعتمد المهدي في “ENCORE” على توزيع وترّي نابض بالحس، وإيقاعات إلكترونية ساحرة، تُبرِز طبيعة الأغنية التي تتناول الصراع مع “الشياطين الداخلية” وتكرار الأنماط المقيدة. بصوته الحميمي والعميق، يغوص المهدي في ثنائية المعاناة والتحرر، مقدمًا تجربة موسيقية تنقل المستمع في رحلة نفسية من الألم إلى الجمال.
مقطع من الأغنية يختزل هذه الحالة:
“لو رأيتني كما أرى نفسي، لفعلت ما هو أسوأ
رأسي لن تصمت حتى يسكت السماء”
تعاونات عالمية واحتفاء بالهوية
الأغنية من تأليف وإنتاج المهدي، بالشراكة مع المنتج سون جون المعروف بتعاونه مع أسماء مثل LayLow وDior، وفرقة Wake Island اللبنانية-المونتريالية، كما ساهمت في إنتاجها شركة Talisker الباريسية. تولى ميكس الأغنية المهندس البريطاني ويز كلارك الحائز على جائزة غرامي، فيما سُجلت في جبال لورنتيد بكندا خلال إقامة فنية ضمن برنامج PHI Nord.
التوزيع الأوركسترالي حمل توقيع بليز بوربوان-ليونارد، غيوم فييي، ومحمد المسمودي، مما أضفى على الأغنية بعدًا سمعيًّا راقيًا يتكامل مع عمق كلماتها.
بين الزينة والعبء: غلاف بمعنى مزدوج
يرى المهدي في كل إصدار عملًا قائمًا بذاته. واختار لغلاف “ENCORE” صورة سوار أمازيغي فضي تقليدي لقبائل آيت عطّا، باثني عشر شوكة. قطعة تزن قرابة الكيلوغرام، تُجسد في آنٍ واحد الزينة والعبء، رمزًا لما نحمله في دواخلنا من ثقل رغم المظهر الخارجي.
استمرار الصعود وتأكيد الهوية
بعد تجاوزه عتبة 200 ألف استماع على أغنيته الأولى، وتصدره قوائم “أنغامي” في المغرب والشرق الأوسط، يواصل المهدي تعزيز مكانته كأحد أبرز الأسماء في الساحة الفنية المغربية المعاصرة. بين البوب، الدانس، والموسيقى الإلكترونية، يضع بصمته الخاصة التي تنبع من جذور أمازيغية عريقة وهوية فنية صادقة وملتزمة.