كسرت دار المزادات الشهيرة سوذبيز جميع التوقعات خلال مزاد استثنائي أُقيم في العاصمة الفرنسية باريس يوم 10 يوليو 2025، حيث بيعت أول حقيبة “بيركين” أصلية صممت خصيصًا للممثلة والمغنية جين بيركين بمبلغ تجاوز 10 ملايين دولار، ما يعادل نحو 8.6 مليون يورو، لتسجل بذلك رقمًا قياسيًا جديدًا كأغلى حقيبة يد تُباع في التاريخ.
الحقيبة ليست قطعة عادية، بل هي النسخة التي انطلقت منها قصة واحدة من أشهر الحقائب في عالم الموضة. وقد صُممت في منتصف الثمانينيات من قِبل المدير الإبداعي لدار Hermès آنذاك، جان-لويس دوماس، بعدما التقى بجين بيركين مصادفة على متن طائرة. وخلال حديث جمعهما عن صعوبة العثور على حقيبة أنيقة وعملية في الوقت ذاته، ولدت فكرة “بيركين”، التي سرعان ما تحوّلت إلى أسطورة في عالم الأزياء.
تتميّز الحقيبة المباعة عن كل الإصدارات التجارية لاحقًا، إذ صُممت خصيصًا لجين بيركين، وتضم حزام كتف ثابتًا، مشبكًا صغيرًا خاصًا لقص الأظافر، ونقشًا بحروف اسمها “J.B”، مما يجعلها قطعة فريدة من نوعها ولا تُقدّر بثمن.
كانت بيركين قد استخدمت الحقيبة لسنوات، قبل أن تتبرع بها عام 1994 لصالح جمعية تُعنى بمكافحة مرض الإيدز. ومنذ ذلك الحين، انتقلت ملكيتها إلى جامع فرنسي خاص، قبل أن تُعرض مجددًا هذا العام في مزاد “Fashion Icons” الذي نظمته سوذبيز.
ووفقًا لدار المزادات، استغرقت عملية المزايدة على الحقيبة نحو 10 دقائق فقط، تنافس خلالها عدد من المهتمين عبر الهاتف والإنترنت، إلى أن رُست الصفقة على جامع تحف ياباني لم يُكشف عن اسمه.
وبهذا السعر، تخطت الحقيبة الرقم القياسي السابق المسجل لحقيبة يد من نوع Kelly مرصعة بالألماس، والتي بيعت عام 2021 مقابل 513 ألف دولار فقط. كما أصبحت ثاني أغلى قطعة موضة تُباع في مزاد بعد صندل “روبي” الشهير من فيلم “ساحر أوز” الذي بيع بـ32 مليون دولار عام 2024.
الجدير بالذكر أن جين بيركين، التي رحلت عن عالمنا عام 2023، لم تكن فقط مصدر إلهام للدار الفرنسية، بل كانت رمزًا للبساطة والأناقة الحرة. وها هي حقيبتها تواصل كتابة فصل جديد في تاريخ الموضة، لتؤكد أن الأسطورة لا تموت، بل تُخلّد… حتى في مزادات باريس.