اهتزّ حي الألفة بالدار البيضاء، الأسبوع المنصرم، على وقع جريمة قتل بشعة راحت ضحيتها فتاة شابة، على يد سائق سيارة أجرة. في سيناريو صادم كشفت تفاصيله تدريجياً مع تقدّم التحقيقات.
الجاني، الذي كان يقطن شقة بالحي رفقة ابنه القاصر، استغل غياب زوجته عن المنزل بعد خلافات أسرية. ليحول مقر سكناه إلى فضاء خاص يستقبل فيه نساء بين الحين والآخر. وفي الساعات الأولى من صباح الأحد، التقى بفتاة اعتبرت “زبونة عابرة”، استدرجها إلى منزله، حيث تحوّلت الليلة إلى مأساة.
ليلة سُكر انتهت بمجزرة
وفق مصادر مطلعة، كان المتهم في حالة سكر متقدمة حين نشب شجار مفاجئ بينه وبين الضحية، فقد خلاله السيطرة على أعصابه، ليُقدم على قتلها بطريقة وحشية تمثلت في شق بطنها، في واحدة من أبشع جرائم العنف التي عرفتها المنطقة.
لكن فظاعة الجريمة لم تتوقف عند القتل، إذ حاول المتهم التخلص من الجثة بلفها داخل بطانية والتخطيط لنقلها على متن سيارة الأجرة، مستعيناً بعامل في مقهى قريب بدعوى نقل “أثاث”. إلا أن ثقل البطانية وشكلها المريب أثارا شكوك العامل، ما دفعه للفرار وإبلاغ الأمن.
الفرار… ثم السقوط
ارتبك السائق بعد انكشاف أمره، فتخلص من البطانية في الشارع العام وفر هارباً، محاولاً إزالة آثار الجريمة من الشقة. لكن جهود الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الأمنية الحي الحسني كانت بالمرصاد، إذ باشرت تحرياتها بسرعة ونجحت في تحديد هوية المشتبه فيه وتوقيفه خلال وقت قياسي، ما خلف ارتياحاً واسعاً في أوساط الساكنة.
التحقيقات تتواصل وسط صدمة عامة
السلطات الأمنية طوّقت مسرح الجريمة، وفتحت تحقيقاً تحت إشراف النيابة العامة، شمل الاستماع إلى القاصر نجل المتهم. وكذا الشاهد الذي كان على وشك أن يستدرج دون علمه إلى مساعدة في التستر على جريمة قتل.
وتتواصل التحقيقات في القضية التي أثارت ذهولاً واستياءً كبيرين في صفوف سكان الحي، في وقت بدأت تتداول أنباء عن اختفاء زوجة المتهم. ما قد يفتح فصولاً جديدة في هذا الملف الشائك، ويزيد من تعقيداته.
صدمة في الحي وتساؤلات معلّقة
لا تزال تفاصيل الجريمة تروى بصوت خافت بين سكان الحي، وسط تساؤلات كثيرة حول الدوافع. والأسباب الحقيقية التي دفعت المتهم إلى هذا الفعل المروّع، في انتظار ما ستكشفه التحقيقات في الأيام المقبلة.