أدانت محكمة أسترالية جيمس كينيث أوستن (40 عاماً) بتهمة القتل غير العمد، وحكمت عليه بالسجن 13 عاماً بعد أن دهس شريكته السابقة جاكوي لي بيرتون بسيارته عمداً، خلال محاولتها مغادرة منزل والديه في ولاية تسمانيا، مارس 2023 في مشهد وصفه القضاء بـ”البارد والخالي من الرحمة”.
نهاية مأساوية لعلاقة عنف مزمن
بيرتون، وهي أم لأربعة أطفال، كانت تحاول وضع حد لعلاقة مسيئة، بعد سنوات من العنف والتهديدات التي تعرضت لها من قبل أوستن. وحسب تقارير إعلامية محلية، فقد سبق أن حصلت الضحية على أمر قضائي لحمايتها من شريكها السابق، بعد حوادث سابقة شملت محاولته دهسها بسيارته.
في يوم الواقعة، وقع شجار جديد بين الطرفين، لتقرر بيرتون مغادرة المنزل الذي يتقاسمه أوستن مع والديه. لكنها، وفي لحظة انتظار لسيارة تقلها، واجهت صعوبة في الاتصال بسبب ضعف التغطية، ما جعلها وحيدة في ساحة المنزل لحظة اقتراب أوستن بسيارته.
دهس متعمد وإخفاء للجريمة
بحسب التحقيقات، قاد أوستن سيارته نحو بيرتون بسرعة قاربت 24 كيلومتراً في الساعة، فدهسها وسحب جسدها تحت العجلات حتى توقفت السيارة. ثم غادر المكان دون أي محاولة للاتصال بخدمات الطوارئ.
بل الأسوأ من ذلك، حين اتصلت الشرطة لاحقاً عبر الرقم الذي استخدمته الضحية، أجاب أوستن مدعياً أن بيرتون “غادرت المكان”. كما طلب من والده لاحقاً نقل جثتها إلى مدخل العقار لاستقبال سيارة الإسعاف، بينما توجه هو إلى غرفته لينام.
القاضي: “سلوكك أناني ووحشي”
في جلسة النطق بالحكم، وجّه القاضي مايكل بريت كلمات قاسية للمتهم، قائلاً: “تصرفاتك كانت باردة، أنانية، ووحشية إلى درجة يصعب وصفها. لقد كان الخطر واضحاً، ومع ذلك تجاهلته بشكل كامل”.
وكان أوستن قد وُجهت له في البداية تهمة القتل العمد، لكنه دفع ببراءته، وتم لاحقاً تخفيض التهمة إلى القتل غير العمد، والتي أُدين بها رسمياً.
ابنتها: “لن أسامحه أبداً”
شاكيرا روبرتسون، ابنة بيرتون، عبّرت خلال الجلسة عن ألمها العميق، قائلة: “فقدان أمي بتلك الطريقة الوحشية دمّرني. لم أستطع حتى النظر إلى جسدها، ارتديت عصابة على عينيّ خوفاً من أن لا أتعرف عليها”. وأضافت: “لن أسامحه ما حييت”.
صرخة للعدالة وحماية الضحايا
قضية جاكوي بيرتون أعادت إلى الواجهة النقاش حول فعالية أوامر الحماية في قضايا العنف الأسري، وقدرة القانون على التدخل قبل وقوع الكارثة. فبرغم تحذيرات سابقة وسجل عنف واضح، لم يتم إيقاف أوستن في الوقت المناسب.
جريمة أزهقت روح أم لأربعة أطفال، كانت كل “ذنبها” أنها حاولت النجاة.