يقدّم المخرج لطفي آيت الجاوي فيلمه الجديد “خارج التغطية” كتحية دافئة للأسرة المغربية. عبر معالجة ذكية ومرحة لقضايا معاصرة تمس الحياة اليومية، وعلى رأسها العلاقة المعقدة بين الأجيال وألعاب الفيديو والميديا الرقمية.

الفيلم يمزج بين الطابع الاجتماعي والكوميديا اللطيفة، دون أن يفقد عمقه أو رسالته، ما يجعله مناسبًا لكافة أفراد العائلة. ويظهر حرص المخرج على خلق عمل قريب من نبض الواقع. حيث ينقلنا من زحمة المدينة وضغوطها في الدار البيضاء، إلى البادية المغربية الهادئة، وتحديدًا منطقة بين سليمان، التي حضرت بقوة عبر مشاهد ربيعية ساحرة ومناظر طبيعية آسرة.

تتجلّى في الفيلم المفارقة الواضحة بين عالم المدينة السريع والمضغوط، وعالم البادية الهادئ والبسيط. هذه الثنائيات لا تُطرح بشكل مباشر، بل تتسلل عبر تفاصيل الحياة اليومية وسلوك الشخصيات. لتضع المشاهد أمام تساؤلات حول إيقاع الحياة، والتواصل داخل الأسرة، وتأثير التكنولوجيا على العلاقات الإنسانية.

مونى فتو، عزيز خطاب، سعاد علوي، لينة أكدور، مهدي البشتاوي، رضوان كينانة، نور البشتاوي وبشرى ملاك، يشكّلون طاقمًا تمثيليًا متنوّعًا يجمع بين الخبرة والوجوه الشابة. ما أضفى على الفيلم طاقة تمثيلية نابضة بالحياة.

كتب السيناريو بشرى ملاك ونور البشتاوي، وقدّما معالجة سلسة وسينمائية للواقع، بأسلوب يحترم عقل المتلقي ويثير ضحكًا نابعًا من مواقف مألوفة. أما الإنتاج فكان من توقيع شركة Cine Land بإشراف رشيدة ضولا والصقلي، بينما تولت SNRT التوزيع، في دعم واضح للإنتاجات الوطنية الجادة.

خارج التغطية ليس فقط عنوانًا ساخرًا، بل هو استعارة لحالة الانفصال التي قد تعيشها الأسرة في زمن التكنولوجيا. لكنه أيضًا دعوة للعودة إلى الجذور، للتواصل الحقيقي، وللاستمتاع بسحر الطبيعة وروح البساطة.

تقرؤون أيضا :هدى سعد تدخل عالم الدراما عن طريق فيلم “باكالوريا”