تشير العديد من الدراسات إلى أن الألعاب الحركية المنظمة تعزز نمو الأطفال من الناحية البدنية والذهنية والنفسية بصورة صحية، وتزيد من الثقة بالنفس وتقدير الذات والشعور بالإنجاز. فماهي أهمية الرياضة بالنسبة للطفل، وماهي طبيعة النشاط البدني الذي يناسب الأطفال في مختلف مراحلهم العمرية؟ وماهي النصائح التي يوصى بها الآباء عند حصص الرياضة؟ ..أسئلة وأخرى يجيب عنها الدكتور جمال توفيق، مدرب رياضي ومدرب معتمد في البرمجة اللغوية والعصبية.
ما هي طبيعة الرياضات التي تناسب الأطفال؟
إن اختيار النشاط البدني يجب في أول الأمر أن يحترم طبيعة وميول الطفل، فرياضات فنون الحرب على سبيل المثال تتبع بالتحديد فلسفة “يين يانغ” القوة والنعومة، السيولة والصلابة، الجاذبية والنفور. فكلّ حسب مميزاته سوف يجد ما يبحث عنه. ومن هنا يبدأ البحث عن التميز عند الطفل. رياضة الكراتيه ليست بالضرورة رياضة عنيفة، كما أن الرقص ليس نشاطا نسائيا بالخصوص، وللوقوف على ذلك نكتفي بتجربة حصة للرقص الكلاسيكي. أريد أن أقول للآباء إن عليهم تقبل حاجة الطفل لتغيير النادي الرياضي أو النشاط البدني، لأنه يمكن أن يكون في ذلك محاولة من طرف الطفل للتعبير عن تشبته بالرياضة بشكل عام، لكنه لم يجد بعد ما يستهويه.
كيف يمكن اختيار الرياضة الأنسب للطفل أو الطفلة؟
هنا أريد أن أؤكد أنه يجب مساعدة الطفل في الاختيار، وليس الاختيار بدلا عنه. فالطفل الخجول يعبر في داخله عن الحاجة للانفتاح والحاجة للتعبير، لكنه يكبح ذلك ويكبته، ولذا فإن جعلُه يلج رياضة جماعية سوف يزيد شعوره بالإحراج، ويجعله عاجزا عن التواصل وهو غير مستعد لذلك. لهذا الغرض أنصح برياضة فنون الحرب كـ”الكراطيه، الأيكيدو، الجودو…” أو رياضة أخرى “السباحة” حتى يكتسب الطفل التحكم الوضعي والتوازن أو التوجيه في الزمان والمكان، وخصوصا تلك القدرة على الاستعراض أمام الآخرين ليظهر لهم “قدراته الفردية”، وهي العوامل الأولى المؤدية للثقة في النفس عند الطفل. وعند ذلك سيتمكن الطفل من الاختيار حسب ميولاته وأيضا، ولم لا، التشبث بتلك الرياضة التي أخرجته من الخجل.
ماذا عن الطفل الكثير الحركة؟
في ما يتعلق بمصطلح “عالي الحركة أ وكثير النشاط” فأظن أنه يجب أن يعرض الطفل على ذوي الاختصاص من الأطباء، لأن هذا المصطلح يعني أن الطفل يكون مجموح العواطف، وبالتالي فوجوده في مواجهة مع رفيق له في نشاط رياضي كالكراطيه أو الجودو يمكن أن يجعله عنيفا أو يسبب له في حالة انهزامه أزمة “القيمة الذاتية”، في هذه الحالة أنصح الآباء أن يوجهوا الطفل صوب رياضة جماعية، حتى ولو لم يتعدّ سنه 7 سنوات. الطفل “العالي الحركة ” سوف يجد نفسه في متعة عيش تجارب مشتركة في نفس المجموعة بعيدا عن كل منافسة، وسوف يبذل مجهودا ممتعا.
ماهي النصائح التي يوصى بها الآباء عند حصص الرياضة؟
قبل: يجب أن يأكل الطفل ساعة أو ساعتين قبل التمارين النشويات أو السكريات البطيئة إذا أمكن، ومن تم يجب قياس نسبة السكر في الدم.
أثناء: يجب أن يشرب الماء بانتظام ويجب التأكد من وجود جهاز قياس السكر في الدم إذا استدعت الحاجة إلى ذلك.
بعد: يجب قياس نسبة السكر في الدم ساعة إلى ساعتين بعد الجهد البدني، كما يجب أن يتغذى الطفل جيدا في الوجبة الموالية لتجديد احتياجاته للسكر.