أعلن الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية المصرية، وفاة الفنان والمؤلف طارق الأمير، بعد معاناة صحية طويلة خلال الأشهر الماضية. في خبر حزين خيّم على الوسط الفني وأثار حالة من التعاطف بين زملائه ومحبيه.
وأوضح نقيب الممثلين، في تصريحات صحفية محلية، أن طارق الأمير رحل بعد صراع قاسٍ مع المرض. مؤكداً أن النقابة تنعى أحد أبنائها الذين قدّموا مسيرة فنية هادئة ومؤثرة امتدت لسنوات، وتركوا بصمة واضحة رغم ابتعادهم عن أدوار البطولة المطلقة.
أزمة صحية معقدة
وكان الفنان الراحل قد مر بأزمة صحية حادة خلال الفترة الأخيرة، حيث تعرّض لتوقف عضلة القلب أكثر من مرة. ما استدعى نقله إلى العناية المركزة، قبل أن يدخل في غيبوبة كاملة ظل خلالها فاقداً للوعي، وسط محاولات طبية مكثفة لإنقاذه.
وكشفت شقيقته، في تصريحات سابقة، أن حالته الصحية تدهورت بعد إصابته بعدوى بكتيرية أثناء وجوده في العناية المركزة. ما أدى إلى مضاعفات خطيرة على مستوى الرئة. وتسبب في تراكم كميات كبيرة من البلغم على الصدر، استدعت عمليات شفط متكررة ومتابعة دقيقة من الفريق الطبي.
وأوضحت شقيقته لمياء الأمير أن الأطباء اضطروا إلى تأجيل عملية “الشق الحنجري” التي كانت مقررة. بسبب المضاعفات المفاجئة التي ظهرت، مؤكدة أن الميكروب الذي أصيب به كان يستهدف الرئة بشكل مباشر، ما زاد من تعقيد الوضع الصحي.
وأضافت أن مؤشرات الوعي والإدراك لم تظهر أي تحسن ملموس، إذ ظل الفنان الراحل في غيبوبة كاملة، وفاقداً للوعي. وهو ما صعّب الوضع على أسرته خلال الأيام الأخيرة.
ورغم خطورة الحالة، أشارت لمياء الأمير إلى أن الأسرة تمسكت ببصيص أمل، قائلة إن الكبد والكلى كانا يعملان بشكل جيد. وهو ما اعتبرته الأسرة مؤشراً إيجابياً في خضم الأزمة الصحية المعقدة، قبل أن يعلن خبر الوفاة لاحقاً.
وفي ما يخص موعد ومكان الجنازة، قالت ابنة شقيقة الفنان الراحل، في تصريحات صحفية، إن الأسرة لم تكن قد توصلت إلى تفاصيل مؤكدة في تلك اللحظات. خاصة مع وجودهم في طريقهم إلى المستشفى، مشيرة إلى أن والدتها لم تكن قادرة على الحديث بسبب شدة الحزن.
محطات بارزة في السينما
ويعد طارق الأمير من الفنانين الذين انطلقوا في مسيرتهم خلال تسعينيات القرن الماضي، وشاركوا في عدد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية. حيث قدّم أدواراً ثانوية تركت حضوراً لافتاً لدى الجمهور، بفضل أدائه الهادئ وقدرته على تجسيد الشخصيات بصدق ومصداقية.
ومن أبرز أدواره، شخصية الضابط هاني في فيلم «اللي بالي بالك» عام 2003 أمام محمد سعد، وشخصية عبد المنصف في فيلم «عسل أسود» عام 2010 بجانب أحمد حلمي. إضافة إلى مشاركته في فيلم «عوكل» عام 2004، وفيلم «صنع في مصر» عام 2014، حيث تميّز في أدوار رجال الشرطة.
ولم تقتصر مسيرة طارق الأمير على التمثيل فقط، بل امتدت إلى التأليف. إذ ساهم في كتابة عدد من الأفلام، من بينها «كتكوت» و«مطب صناعي» عام 2006، وفيلم «الحب كده» عام 2007، وهي أعمال حققت حضوراً جماهيرياً وقت عرضها.
ورغم أن اسمه لم يرتبط بالبطولات المطلقة، فإن طارق الأمير عرف داخل الوسط الفني بكونه ممثلاً موثوقاً. يستعان به في الأدوار التي تتطلب أداءً متقناً وحضوراً واقعياً. ما جعله خياراً مفضلاً لدى عدد من المخرجين، وترك له مكانة خاصة في ذاكرة السينما المصرية