الخلافات الأسرية بين الأزواج كثيرا ما تنتهي أمام أبواب المحاكم، إما بالطلاق أو الصلح، لكن الواقع يبين أن نسبة الطلاق تبقى مرتفعة.
شهر رمضان وإن تميز بالرحمة والمغفرة، فهذا لا يعني أن النزاعات بين الأزواج ترتفع، ما يدفع بهم إلى رفع دعاوى الطلاق خلال هذا الشهر. عن أسباب الطلاق ودوافعه خاصة في هذا الشهر، حاورنا الأستاذة دنانير غرنيط، محامية بهيئة المحامين بالدار البيضاء.
هل نسبة المنازعات بين الأزواج ترتفع خلال هذا الشهر؟
إن من أهم الأسئلة المطروحة حاليا في واقعنا المغربي، السؤال عن ارتفاع معدل الطلاق في ظل وجود مدونة للأسرة، التي تنظم العلاقة بين الطرفين، وتبين حقوق الزوج والزوجة وواجبات كل منهما.
وليس مضمون السؤال أن واقع الأسرة المغربية كان مستحقا لصفة المثالية أو الجودة حين العمل بمدونة الأحوال الشخصية سابقا، ولكن منطوق السؤال ومفهومه معا هو لماذا بقي عدد القضايا المعروضة على قضاء الأسرة كثيرا، وبقيت نسبة الطلاق مرتفعة- إن لم تكن ازدادت فعلا- رغم وجود مدونة جديدة كان من أهداف صياغتها وتحكيمها ضمان استقرار الحياة الزوجية ورفع الحيف الواقع على المرأة من لدن بعض التعليقات الذكورية داخل المجتمع؟
لا ريب في أن للمشكلة جذورا كثيرة (اقتصادية واجتماعية ونفسية..)، غير أن الحديث في النزاعات الأسرية خلال شهر رمضان الأبرك تبقى مرتفعة، مقارنة بالأيام الأخرى، فالقضايا المعروضة أمام المحاكم في ما يخص الطلاق في تزايد على مدى السنة.
وإذا كان الواقع الذي نحبذ جميعا في تغييره يتمثل في انعطاف كثير من الأزواج نحو المحاكم لحل ميثاق الزوجية، ولم يمض على عقده سوى وقت قصير (وهو ما يعني أن مدونة الأسرة وحدها ليست كافية لإسعاد الأزواج) فإن أحد أهم الأسباب التي تزلزل استقرار الزوجين، وقد تعجل طلاقهما، الخلل في تصور طبيعة الحياة الزوجية الناتج عن اعتبار الطرفين أن الأسرة مؤسسة سلطوية ومجال للسيطرة والتحكم..