قد يكون دور الأمومة متعبا، فتصبح الزوجة الأم أقل جاذبية من قبل، ولم تعد تثق في جسدها الذي تغير بسبب الحمل ولكن هذا لا يمنع من إعادة النظر، ومنح النفس المزيد من الوقت.
الكثير من النساء يصيبهن اكتئاب ما بعد الولادة، ما يجعلها تحتاج إلى وقت للتأقلم مع الوضع الجديد، إضافة إلى تغييرات جسمانية جراء الولادة، سواء كانت طبيعية أو قيصرية، فإن الأمر يأخذ بعض الوقت حتى تعود الأعضاء الجنسية إلى طبيعتها، بالإضافة إلى تعب الرضاعة وقلة النوم، يقول سعيد مرواني، كاتب وباحث لذا، ينضح بضرورة استعداد الزوجة للعودة إلى العلاقة الحميمية مع زوجها بعد توقف النفاس، حتى لا تصبح العلاقة عبئا عليها ومرغمة على آداء دورها فيها، وفي نفس الوقت إن كانت غير سعيدة ومرتاحة مع زوجها، فهو أيضا لن يشعر بالسعادة أثناء ممارستهما لعلاقتهما الحميمية.
إرضاء الزوج
تقول لطيفة أم لطفلة ذات السنتين، بالنسبة لي فإن الألم اختفى بسرعة، لكنني كنت أحس بعدم الراحة لعدة أشهر بعد الولادة، ولم أبادل زوجي الشعور بالرضا أثناء الجماع. وكنت أمارس معه الجنس بكل حذر، خوفا من نزيف أو ألم طبعا، وكل ذلك من أجل إرضائه فقط.
تواصل لطيفة حديثها، رعاية الأطفال حديثي الولادة طوال الوقت قد يتركك مرهقة، ولا تفكري في رغباتك الحميمية، إضافة إلى الرضاعة الطبيعية، التي لا تترك لك مجالا للتفكير بزوجك، لكن هذا لا يعني أن تهمل المرأة زوجها وواجباتها نحوه، حتى لا تندم على ضياعه بعد ذلك.
ضعف الإحساس
الدكتور عبد الوهاب الزيزي اختصاصي في أمراض النساء التوليد والعقم، يقول تعاني الكثير من النساء من جفاف المهبل بسبب انخفاض الأستروجين والهرمونات الأخرى وهي ظاهرة يمكن أن تستغرق فترة تصل إلى ستة أشهر، بالإضافة إلى ذلك، انخفاض الشد في عضلات المهبل قد يؤدي لضعف الإحساس أثناء الجماع.
ينصح الدكتور الزيزي المرأة بالانتظار لمدة أربعة أسابيع بعد الولادة، إذ ليس صحيا ممارسة الجماع حتى أسبوعين على الأقل بعد الولادة، حيث إنه في هذا الوقت تكون هناك دم النفاس، وممارسة الجنس أثناءه خطر يزيد خطر حدوث نزيف أو عدوى بالرحم، وإذا كان لدى المرأة غرز من تمزق في المهبل، فتنتظر حتى ست أسابيع، وبعد الفحص والاطمئنان، لا مانع من بدء ممارسة الجنس مرة أخرى بمجرد أن تشعر أنها مستعدة وليس قبل ذلك.
هاجس الأمومة
تنصح لبنى استشارية في الحياة الزوجية كل امرأة أنجبت حديثا: لا تتركي الأمومة تأتي على حساب علاقتك الزوجية، إذ بإمكانك الجمع بينهما والقيام بذلك بنجاح. اهتمي بنفسك جيدا ولا تدعي هاجس الأمومة يخطف منك إحساسك أنك الأنثى الجذابة كما كنتي، وتواصلي مع زوجك وتقربي منه أكثر، تفاديا لوقوع مشاكل بينكما.
على الرجل أيضا تفهم حالة زوجته النفسية والجسدية ويحترم مشاعرها، ومتى تكون مستعدة أو غير مستعدة للمعاشرة الحميمية.
فالمرأة، تقوم بجميع الأعمال المتعلقة بالطفل، فهي تراقبه طوال الوقت، تطبخ وتغسل الثياب وترعى البيت، على الرجل أن يفهم أن المرأة بحاجة لساعات أكثر من النوم بسبب عدم انتظام نوم طفلها.
وثبت علميا أن المرأة المتعبة والتي تشعر بالنعاس تفضل الخلود إلى النوم على ممارسة المعاشرة الحميمية، أي بعكس الرجال الذين يفضلون الممارسة على النوم.