تُعد ليلة الحمام واحدة من أهم الطقوس التقليدية التي تسبق زفاف العروس المغربية، حيث تجتمع العائلة والمقرّبات للاحتفال بها في أجواء مفعمة بالفرح والحنين إلى العادات القديمة، في مزيج يجمع بين الجمال والرمزية.
تبدأ الاستعدادات لليلة الحمام قبل أيام من موعد الزفاف، إذ تختار العروس حمامًا تقليديًا أو عصريًا مجهزًا لاستقبالها. ترافقها في هذه الليلة قريباتها وصديقاتها، وهن يرتدين “الحايك المغربي” الأبيض الذي يرمز للنقاء والاحتشام، بينما تحرص النگافة أو إحدى قريبات العروس على تنظيم الأجواء وإحياء الطقوس المتوارثة.
في داخل الحمام، تبدأ الطقوس بفرك البشرة بالصابون البلدي، ثم تقشيرها بالليفة المغربية لإزالة الخلايا الميتة، يليه ماسك الغسول والطين المغربي لتفتيح وتنقية البشرة. كما تُستعمل أعشاب وزيوت تقليدية مثل ماء الورد وزيت الأرغان لتغذية الشعر والجلد. هذه الخطوات لا تحمل فقط بعدًا جماليًا، بل تمنح العروس لحظات استرخاء تساعدها على التخلص من توتر التحضيرات.
لا تخلو ليلة الحمام من الأغاني النسائية والزغاريد التي تضفي على المكان روح البهجة، فيما تقدَّم للعروس أطباق من الحلويات المغربية مثل “الشباكية” و”كعب الغزال”، إضافة إلى الشاي بالنعناع. كما يتم رش العروس بماء الزهر تيمّنًا بالبركة وجلب الحظ السعيد.
ترمز هذه الليلة إلى تطهير العروس جسديًا ومعنويًا قبل دخولها حياة جديدة، كما تعكس ارتباط المغاربة بعاداتهم المتوارثة جيلاً بعد جيل. ورغم دخول الحداثة وتطور طرق العناية بالبشرة، ما زالت ليلة الحمام تحافظ على مكانتها في الذاكرة الجماعية، باعتبارها لحظة خاصة تجمع بين الفرح، الجمال، وروح التراث.
8