تحوّلت مدينة بيدفورد تاونشيب بولاية ميشيغان الأميركية إلى ساحة حزن وغضب بعد العثور على جثة مراهقة تبلغ من العمر 17 عامًا داخل منزل عائلتها، جريمة نفذها مدرب بولينغ سابق أنهى حياته بعدها مباشرة، في حادثة صُنّفت على أنها جريمة قتل وانتحار.
تفاصيل الجريمة
وقع الحادث يوم الجمعة 14 يونيو 2025، حين استجابت الشرطة لبلاغ عن إطلاق نار داخل منزل عائلة سميث. وعند الوصول، عثرت السلطات على غويندولين “غوين” سميث، مراهقة متفوقة تخرّجت حديثًا من الثانوية، مصابة بعدة أعيرة نارية. وُجد إلى جانبها جثمان راين ليست، المدرب السابق في نادي البولينغ، منتحرًا.
التحقيقات الأولية أكدت أن القاتل دخل المنزل، وأطلق النار على الفتاة، ثم أقدم على الانتحار. وتبيّن لاحقًا أنه كان يربط الضحية بعلاقة سابقة في إطار نشاط رياضي تطوعي، دون أن يكون موظفًا رسميًا في المدرسة.
سلوك مقلق وتجاهل التحذيرات
حسب والد الضحية، كانت هناك مؤشرات مقلقة تسبق الحادث، منها رسائل نصية “مرعبة” أرسلها المدرب لابنته. شهادات أخرى أكدت أن ليست كان قد أظهر سلوكًا غير ملائم تجاه فتيات مراهقات أخريات، بما في ذلك محاولات التقرب المفرط والتقاط صور تحت مبررات مختلفة. ومع ذلك، لم تتخذ إجراءات صارمة حينها لردعه
وكان المدرب قد استقال من مهامه التطوعية قبل أسابيع قليلة من الجريمة، دون أن تتضح إن كانت الاستقالة مرتبطة بسلوكياته تجاه الطالبات.
صدمة مجتمعية وتداعيات واسعة
شكل مقتل غوين صدمة كبيرة لعائلتها وزملائها والمجتمع التعليمي ككل. وصفها أقاربها بأنها شابة موهوبة ومحبوبة، تشارك في الأنشطة الفنية والرياضية، وتحظى بحب واسع من محيطها. المدرسة أطلقت خدمات دعم نفسي للطلاب، بينما تخطّت حملة جمع التبرعات لعائلتها حاجز 18 ألف دولار خلال أيام.
في المقابل، طرحت تساؤلات كثيرة حول كيفية السماح لشخص مثل راين ليست بالعمل مع قاصرات في نادٍ تطوعي دون رقابة كافية، كما طرحت مطالب بتشديد آليات الإبلاغ عن التحرش والسلوكيات غير اللائقة داخل الأوساط التعليمية والرياضية.
دعوات للمساءلة والوقاية
تعيد هذه الجريمة تسليط الضوء على أهمية الرصد المبكر للسلوكيات المشبوهة، وتشجيع التبليغ عنها دون تردد. كما تدفع نحو مراجعة دور الأندية والمبادرات التطوعية التي تتيح للمتحرشين الاقتراب من فئات عمرية هشّة.
ورغم أن الجريمة وقعت في سياق أميركي، إلا أن صداها تجاوز الحدود، ليذكّر الجميع بأن حماية القاصرين لا تتحقق فقط بالقوانين، بل بالحذر المجتمعي، واليقظة تجاه أي علامات خطر – مهما بدت بسيطة.