اعتبر البروفيسور العربي بنرمضان مختص في التحليلات الطبية والتشخيص البيولوجي والوقاية من حصى الكلي والترسبات البولية ، بأن مرض حصى الكلي في ازدياد مستمر، وتفاقمه يرجع بالأساس إلى تطور نمط العيش الذي أصبح يمتاز بقلة الحركة والإفراط في تناول اللحوم والدهنيات والسكريات ، مشيرا إلى أن هذا المرض يمكن أن يتسبب في بعض الحالات إلى مضاعفات كبيرة على وظائف الكلي التي يمكن أن تؤدي إلى الفشل الكلوي.
متى تزداد حالة مرضى الكلي سوءا في رمضان؟
هناك دراسة بحثت في عوامل الخطر التي تزيد من تكّون الحصوات خلال صيام رمضان وجد أن الصيام له تأثير ُمختلف على هذِه العوامل مما جعل من الصعب استنتاج أن صيام رمضان يزيد من خطر الإصابة بالحصوات البولية بشكل مباشر خصوصا عند الأشخاص الذين يعانون من مرض حصى الكلي إذا لم يكن لدى المرء حصيات كلوية من قبل، فلا داعي للقلق في شهر رمضان، أما الذين لديهم حصى ،ينصح بتناول كميات وافرة من السوائل في المساء عند شهر الصيام خصوصا أثناء السحور، مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضنى أثناء النهار، وبالنسبة لمرض الحصيات المزمن إذا كان المرضى يعانون من ضعف أو بداية ضعف في وظائف الكلي، ويرخص الامتناع عن الصيام خصوصا في الأيام الشديدة الحرارة و الساعات الطويلة ، حيث تقل كمية البول بدرجة ملحوظة مما يساعد على زيادة حجم الحصى، وهذا الترخيص تدعمه التوصيات الصادرة عن الندوة الفقهية الطبية التاسعة التي عقدتها المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في الدار البيضاء سنة 1997 حول المفطرات في مجال الأمراض و التداوي، والتي تم التأكيد من خلالها على أن مرض حصى الكلي المتكرر، هو من الأمراض التي يسمح فيها للمريض بعدم الصوم، وفي كل الأحوال يعود تقدير الحالة إلى الطبيب المختص بعد إخبار المريض بحالته الصحية على ضوء نتائج الكشوف ، خصوصا ما يتعلق بحالة الكلي و بتقدير درجة تكون الحصى عند المريض .. وعلى العموم يستحسن مراجعة الطبيب قبل شهر رمضان للكشف وتقييم حدة مرض تكون حصى الكلي خصوصا قابليته للتكرار، وتشكل دراسة البلورات البولية في مختبر متخصص وتقييم خطر تكون الحصى بتحليلات الدم وبول 24 ساعة ، بحيث تقدر المواد المكونة للحصى و المواد المانعة للحصى ، و هذا التقييم يمكن أن يساعد بشكل موضوعي في اتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية لحماية المريض من استمرارأو تفاقم المرض، والمساعدة على معرفة مدى إمكانية المريض على الصوم، والاحتياطات والنصائح الوقائية التي يجب إتباعها..
حصى الكلي تكونها و أنواعها؟
حصى الكلي هي عبارة عن قطع صلبة تتكون من مواد موجودة في البول، وتتركب من بلورات صغيرة، وقد تكون الحصى صغيرة الحجم كحبة الرمل، أو كبيرة بحجم لؤلؤة مثال، وقد تتكون في الكلي أو في الأنبوب الذي ينقل البول من الكلى إلى المثانة ،وتختلف الحصيَات الكلوية من حيث الحجم والشكل، و يُمكن أن تكون الحصيَات الكلوية ملساء أو خشنة تراوح من حجم حبَة الرمل إلى عَدة سنتيمترات َمرجانية”، و قد تكبر بعض الحصيَات حتَّى تملأ الكلية ، لكنَّها قابلة للعلاج، ويُمكن الوقايةُ منها في كثيرمن الأحيان، ويُمكن أن تكون الحَصيَات الكلوية مؤلمة كثيرا في بعض الحالات وتنزل معظم الحصيَات البولية مع البول دون الحاجة إلى مساعدة الطبيب، ولكن في بعض الأحيان تعلق الحصى ولا تنزل، كما أنها قد تسد المجرى البولي مما يؤدي إلى حدوث آلام حادة، و تتكون حصى الكلي عندما يحتوي البول على تركيز مرتفع من مكوناتها ،إذ في الحالة الطبيعية يكون البول غير مركز وتكون محتوياته ذائبة، أما عند ارتفاع تركيزها فتأخذ في الترسب على شكل بلورات صغيرة للغاية، وإذا تراكمت هذه البلورات والتصقت تصبح حصى. ..هناك أنواع متعددة من حصى الكلي تختلف حسب مكوناتها وأسبابها ومنها: حصى الكالسيوم، وتحتوي عادة على الأوكسالت أو الفوسفات أو الكربونات، وتعتبر أكثر أنواع الحصى شيوعا، كما أن احتماليتها أعلى لدى الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين عشرين و أربعين عاما .
إن حصى حمض اليوريك، وهي أكثر شيوعا لدى الرجال وقد تحدث مع الإصابة بداء النقرس والعلاج الكيميائي، حصى الستر وفيت، وهي أكثر شيوعا لدى النساء المصابات بالتهاب المسالك البولية، وقد تكون كبيرة الحجم لدرجة تسد فيها الكلي أو الحالب أو المثانة، حصى السيئتين، وتصيب الأشخاص الذين لديهم مرض وراثي يؤدي إلى إفراز كليتهم كمية كبيرة من هذا الحمض الأميني.
أسباب وأعراض تكّون حصى الكلي؟
من الأسباب هي انخفاض حجم البول مما يؤدي إلى تركزه، وبالتالي بدء ترسب البلورات وتطورها إلى حصى، ويحدث هذا عادة عند النقص في شرب الماء. هناك أسباب أخرى لتكون الحصى منها بعض الأمراض، أو التناول المفرط لبعض المواد الغذائية، أو بعض الأدوية .
ألام حصى الكلي حادة جدا وتساوي في بعض الحالات ألم الولادة ، وذلك بسبب شدته، إن الأعراض الأكثر شيوعا في حالة الحصيَات الكلوية هو الشعوُر بألم في منطقة الخاصرة ، و تؤِّدي إلى الحمى والشعور بشكل نَوبات وقد يمتُّد إلى أعلى الفخذ، كما يمكن أن تحدث العدوى أيضا بالحرقة في أثناء التبول، وكذلك تؤِّدي إلى التقيُّؤ والشعور بالغثَيان.