في شهر رمضان، يثار التساؤل حول مدى تأثير الصيام على مرضى الكلى، خاصة أولئك الذين يعانون من حصى الكلى أو ضعف وظائفها. وفي هذا الصدد، يؤكد البروفيسور العربي بنرمضان، المختص في التحليلات الطبية والتشخيص البيولوجي، أن مرض حصى الكلى يشهد تزايدًا مستمرًا بسبب نمط الحياة الذي يتميز بقلة الحركة، والاستهلاك المفرط للحوم، والدهنيات، والسكريات. وأوضح أن مضاعفات هذا المرض قد تصل في بعض الحالات إلى الفشل الكلوي.
تأثير الصيام على مرضى الكلى
أشارت دراسات إلى أن تأثير الصيام على تكوّن حصى الكلى يختلف من شخص لآخر، إذ لا يشكل الصيام خطرًا مباشرًا على الأفراد الأصحاء، لكنه قد يزيد من احتمالية تكون الحصى لدى المرضى، خاصة مع قلة شرب السوائل وارتفاع درجات الحرارة. لذا يُنصح المرضى بشرب كميات وافرة من الماء بين الإفطار والسحور، مع تجنب التعرض للحر والمجهود الشاق خلال النهار.
أنواع حصى الكلى وأسباب تكوّنها
تتكون حصى الكلى نتيجة لترسب بلورات بعض المواد الموجودة في البول، والتي تتجمع لتشكل حصوات بأحجام مختلفة. وتختلف أنواعها حسب مكوناتها، حيث تشمل:
- حصى الكالسيوم: الأكثر شيوعًا، وتحتوي على الأوكسالات أو الفوسفات أو الكربونات.
- حصى حمض اليوريك: شائعة لدى المصابين بالنقرس أو الذين يخضعون للعلاج الكيميائي.
- حصى الستروفايت: تظهر عادة لدى النساء المصابات بالتهابات المسالك البولية.
- حصى السيستين: تحدث نتيجة اضطراب وراثي يؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من حمض السيستين في البول.
ومن العوامل التي تؤدي إلى تكون الحصى: نقص شرب الماء، استهلاك كميات كبيرة من البروتينات الحيوانية، تناول الأملاح والسكريات بكثرة، وبعض الحالات المرضية أو الأدوية التي تؤثر على تركيز المعادن في البول.
الوقاية من حصى الكلى خلال رمضان
للوقاية من تفاقم الحصى الكلوية أثناء الصيام، ينصح الأطباء بـ:
- شرب ما لا يقل عن لترين من الماء يوميًا بين الإفطار والسحور.
- تقليل استهلاك الملح واللحوم الحمراء والسكريات.
- تجنب المشروبات التي تسبب الجفاف مثل الكافيين والمشروبات الغازية.
- تناول كميات كافية من الفواكه والخضروات الغنية بالألياف والمياه.
- ممارسة نشاط بدني معتدل لتجنب الخمول.
وفي جميع الأحوال، يُفضل أن يستشير مرضى الكلى طبيبهم، لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد مدى قدرتهم على الصيام بأمان، مع اتباع الإرشادات الطبية اللازمة لتجنب أي مضاعفات.