في مشهد استثنائي يجمع بين التراث والفرجة، شهدت مدينة مراكش يوم 12 يونيو لحظة مميزة تُخلد في سجلها الثقافي، وذلك من خلال تحضير أكبر طنجية مراكشية عرفتها المدينة، داخل فضاءات متحف فن الطبخ المغربي، ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى والطبخ الشعبي المراكشي.

هذا الحدث الفريد أشرف عليه الشيف الأسطوري بانا، أحد رموز الثقافة الشعبية المراكشية، الذي قاد بإتقان طهي الطنجية الضخمة، مستخدمًا تقنيات تقليدية ونارًا هادئة تعبق برائحة الزمن الجميل.
انطلقت الطنجية العملاقة من مسجد مولاي اليزيد في القصبة، مرورًا بأزقة المدينة العتيقة، وسط موكب احتفالي صاخب أحيته فرق الدقة المراكشية، المدرجة ضمن التراث الثقافي اللامادي لليونسكو. وقد تحولت المسيرة إلى استعراض فني ينبض بإيقاعات مراكش وأصالتها.

وعند وصول الموكب إلى المتحف في تمام الساعة السادسة مساءً، استُقبل بانا بتصفيقات حارة وهتافات الجمهور، في لحظة امتزجت فيها الطبخ والفن والهوية الجماعية.
هذا الحدث الرمزي لم يكن مجرد عرض طبخ، بل كان احتفالًا بالتراث الحي الذي يوحد الأجيال ويُعيد ربط الماضي بالحاضر. فقد جمع بين السكان المحليين والزوار والفنانين وحماة التقاليد، في لحظة ألهبت الذاكرة الجماعية، وأعادت إلى الواجهة فنًا متجذرًا في روح مراكش.