شكل تاريخ 29 يوليو يوم بداية لغز غامض هز سكان مدينة ماناساس بارك، فرجينيا، على إثر اختفاء الممرضة الشابة والأم البالغة من العمر 28 عامًا ،مامتا كافلي بهات في ظروف غامضة، لتتحول قصتها إلى مأساة تراجيدية ومعركة قانونية تطلبت شهورًا من التحقيقات المحمومة.
ليلة الاختفاء: البداية المأساوية
كان يوم 29 يوليو يومًا عاديًا بالنسبة لمامتا. إذ أمضت وقتها في المنزل برفقة زوجها ناريش بهات وابنتهما الصغيرة. وفقًا لرواية ناريش،فقد تناولت الأسرة العشاء قبل أن يتوجه للنوم مع طفلتهما، تاركًا مامتا في المطبخ تغسل الأطباق. لكنها لم تلتحق به في غرفة النوم،و اختفت منذ ذلك الحين. أو على الأقل هذا ما جاء في تصريحه .
بلاغ متأخر وبحث أنترنيت يكشف الأسرار
في الأول من أغسطس، اتصل زملاء مامتا بالشرطة لإجراء فحص للاطمئنان عليها بعد غيابها عن العمل دون سابق إنذار. عندما زارت الشرطة منزل الزوجين، أخبرهم ناريش أن مامتا تركت المنزل للعيش مع صديقة وأنهما كانا في طور الانفصال.و بعد عدة أيام، في 5 أغسطس، أبلغ ناريش عن اختفاء مامتا . مما لفت انتباه الشرطة و أثار الشكوك حوله .
ما غير مجرى القضية و حولها من قضية اختفاء إلى قضية قتل و تشويه الجثة كان ما كشفته التحقيقات لاحقا ، إذ تم اكتشاف أن ناريش قام ببحث غريب على الإنترنت عبر حاسوبه الخاص، حيث تساءل عن “كم يستغرق الزواج بعد وفاة الزوجة؟” و*”ما مصير الديون عند وفاة الزوجة؟”.
الأدلة التي كشفت المستور
بدأت خيوط القضية تتضح عندما عثرت الشرطة على بقع دماء في غرفة النوم والحمام. أرسلت العينات لتحليل الحمض النووي، وجاءت النتائج مؤكدة: الدماء تعود لمامتا. كشفت الشرطة لاحقًا أنها تعتقد أن مامتا قتلت في غرفة النوم، ثم نُقل جسدها إلى الحمام حيث يُشتبه أنه تم تقطيع الجثة. ووصف فريق الطب الشرعي مسرح الجريمة بأنه “واحد من أسوأ ما رأوه على الإطلاق”.
الأدلة المادية لم تكن الوحيدة التي أوقعت ناريش. أظهرت تسجيلات المراقبة أنه اشترى سكاكين من متجر “وولمارت” في اليوم التالي لاختفاء زوجته، بالإضافة إلى مواد تنظيف.
سلوك مريب وتحركات مشبوهة
ما زاد من تعقيد القضية هو سلسلة من التصرفات المريبة التي قام بها ناريش. قبل اعتقاله في 22 أغسطس بتهمة إخفاء جثة، باع سيارته من نوع “تيسلا” وحاول بيع منزله. في المقابلات الإعلامية، تحدث بنبرة هادئة عن زوجته وكأنه ينفي أي علاقة باختفائها، لكنه قدم روايات متناقضة للشرطة ووسائل الإعلام، ما أثار المزيد من الشكوك حوله.
جهود البحث المستمرة
أكد رئيس شرطة ماناساس بارك، ماريو لوجو، أن التحقيقات لن تتوقف حتى تحقق العدالة لمامتا. وقال في مؤتمر صحفي: “منذ البداية، كان هدفنا هو تقديم المتهم للعدالة، واليوم نحن أقرب لتحقيق ذلك بتوجيه تهمة القتل العمد.”
رغم توجيه تهم القتل وتشويه الجثة لناريش، لا يزال جسد مامتا مفقودًا. أجرت الشرطة أكثر من 10 عمليات بحث مكثفة، شملت استخدام الكلاب وتكنولوجيا حديثة، واستهدفت نحو 20 موقعًا في أنحاء شمال فيرجينيا. ومع ذلك، لم يتم العثور على الجثة، مما زاد من تعقيد القضية.
العائلة المنكوبة: ألم لا يوصف
في خضم كل هذا، تقف عائلة مامتا مصدومة ومحطمة. تحدثت والدتها، جيتا كافلي، بحزن قائلة: “كانت مامتا شخصًا طموحًا وصادقًا. كانت تعمل بجد لتحقيق أحلامها، ولم أكن أتخيل يومًا أن نفقدها بهذه الطريقة المأساوية.”
لغز ينتظر الحل الكامل
بينما ينتظر المجتمع إجابات نهائية حول مصير مامتا، يبقى السؤال المؤلم: هل سيتم العثور على جسدها؟ وكيف ستنتهي هذه القضية التي هزّت ماناساس بارك وأثارت مشاعر الغضب والحزن؟ الأمل معقود على تحقيق العدالة، وإعادة بعض السلام إلى عائلة كافلي المنكوبة.