تحولت قضية اختفاء الطفل أحمد، ذي العشر سنوات، من مجرد حادث غامض إلى مأساة إنسانية شغلت سكان إنزكان وحي تراست لأيام طويلة. بدأت القصة عندما خرج أحمد للعب مع صديقه صباح يوم الأحد الماضي، لكنه لم يعد إلى المنزل. لتتحول ساعاته الأولى من الغياب إلى كابوس مفزع لعائلته وأصدقائه.
روايات متضاربة تعقد التحقيق
منذ اللحظة الأولى، انطلقت جهود البحث بمشاركة السلطات الأمنية والوقاية المدنية وسكان المنطقة. لكن القضية سرعان ما تعقدت بعد تضارب إفادات الطفل الوحيد الذي كان برفقة أحمد. في البداية، زعم أن مجهولين على دراجة نارية اختطفوا أحمد، لكن بعد إعادة التحقيق، غيّر شهادته وأكد أن صديقه قرر السفر بحافلة إلى وجهة غير معلومة. ومع استمرار التحقيقات، أقر أخيرًا بالحقيقة الصادمة: أحمد لم يختطف ولم يسافر، بل غرق في وادي سوس أثناء محاولته عبوره.
تقرؤون أيضا : جثة أجنبية داخل محراب مصلى بمراكش.. لغز صادم يستنفر السلطات!
حملات تمشيط واسعة بلا أثر
فور هذا الاعتراف، استنفرت السلطات فرق البحث. حيث جابت عناصر الوقاية المدنية والشرطة والقوات المساعدة ضفاف الوادي، بينما استخدم متطوعون شباك الصيد التقليدية في محاولة للعثور على أي أثر للطفل. لكن رغم الجهود الجبارة، ظل الغموض يلف مصيره، مما زاد التوتر والقلق لدى الجميع.
الاكتشاف الصادم: النهاية غير المتوقعة
بعد تسعة أيام من الحيرة والانتظار، جاء الخبر المفجع: تم العثور على جثة الطفل أحمد داخل بئر مهجورة قرب قنطرة واد سوس، في ظروف غامضة لا تزال قيد التحقيق. هذا الاكتشاف قلب موازين القضية، وطرح تساؤلات حارقة حول كيفية وصول الطفل إلى هناك، وما إن كان الأمر حادثًا عرضيًا أم أن هناك أيادي خفية وراء هذه المأساة.
حزن عام وتساؤلات مستمرة
لحظة العثور على الجثة، عمّت أجواء الحزن والأسى بين سكان إنزكان، الذين تابعوا القضية منذ بدايتها، متشبثين بأمل العثور على أحمد حيًا. ومع ذلك، لا تزال العديد من الأسئلة تبحث عن إجابات: هل كانت شهادة الطفل الشاهد كاذبة أم ناتجة عن خوف؟ وهل يمكن أن تكون هناك تفاصيل أخرى لم تكشف بعد؟
بين صدمة الفقدان وغموض الملابسات، تبقى قضية أحمد درسًا قاسيًا حول أهمية توخي الحذر، خصوصًا فيما يتعلق بسلامة الأطفال. فيما يستمر التحقيق لكشف الحقيقة الكاملة لهذه الحكاية التي انتهت على نحو مأساوي، لكنها لن تنسى بسهولة.