هناك عدة مشاكل تحدث نتيجة وجود اختلال في وظيفة المهبل عند الزوجة، ما تؤثر على طبيعة العلاقة الحميمية الزوجية، هذه المشاكل بشكل عام منها ما هو عضوي وما هو نفسي. فما نوعيه هذه المشاكل المهبلية؟ وما هي أسبابها؟ وكيف يمكن أن تقف حائرا دون استمتاع الزوجين بالممارسة الجنسية بشكلها السليم؟ وهل توجد طرق لعلاجها..؟
كيف تعيق مشاكل الجهاز التناسلي العلاقة الحميمية
فوزية، متزوجة وأم لطفل، تزوجت برجل لم تكن تعرفه معرفة مسبقة، وفي ليلة دخلتها، تمت بطريقة تقليدية، أي تحت مراقبة العائلة، والطقوس “السروال” فكانت هذه الليلة، عنوانها الخوف والرعب والضغط النفسي من جهتها، ومن جهة عريسها الذي ما زال غريبا عنها، ما نتج عنه مشكل في العلاقة الجنسية بسبب تشنج المهبل، وبالتالي صعوبة في الإيلاج، ولم يستطع زوجها فض بكارتها إلا بصعوبة كبيرة وبألم عميق، تاركا جرحا ينزف في ذاكرتها عن كابوس اسمه الجنس.
بعد تلك الليلة أصبحت تعاني الأمرين أثناء كل علاقة، بل الأدهى من ذلك أن كل ما اقترب منها زوجها إلا وأصابتها هيستيريا من البكاء والخوف والتشنج في كل جسمها.
واستمر الحال تقريبا لمدة شهر، وطبيعي أن هذا الوضع سوف يخلف استياء كبيرا من طرف شريكها، ويترك آثارا سلبية على حياتها الزوجية منذ الليلة الأولى فيها، لكن بفضل تفهم زوجها وحنانه وصبره واهتمامه تدريجيا فقدت هاجس الخوف من هذه العلاقة، ومع مرور الوقت بدأت تعيش حياة حميمية مميزة وممتعة.. وكما تقول فوزية: “ربما من حسن حظي أن زوجي رجل طيب تفهم خوفي وحالتي النفسية، ووقف إلى جانبي، وللأسف هذه ليست حالة العديد من الزوجات اللواتي يجبرن على ممارسة الجنس وإرضاء أزواجهن في غياب لغة الحوار والتفاهم بينهما، بالرغم من الإحساس بالألم أثناء كل علاقة جنسية”.
“تضيق مهبلي أنقذ زواجي من الانهيار”
معاناة أخرى عاشتها، نفيسة، متزوجة وأم لثلاثة أطفال. فتقول: “بعدما أنجبت أبنائي الثلاثة، وما عانيته من صعوبات ومشاكل الحمل والولادة الطبيعية، هذا ما تسبب في ارتخاء عضلات مهبلي واتساعه، الأمر الذي كان يزعج زوجي، في علاقتنا الجنسية، بدعوى أنه لا يحس بالمتعة والنشوة، بوجود عائق يحول دون ذلك..وأصبح في كل علاقة تجمعنا إلا ويتذمر ويغضب..لدرجة أنه يزعجني، ما ينتج عنه نزاعات وخلاف بيننا .. ومن خلال الحديث مع أقاربي وصديقاتي المتزوجات عن مشكلتي ونفور زوجي مني، نصحوني بالاعتماد على طرق تقليدية منها “نغسل بالشبة”، وبالفعل قمت بذلك، لكن بدون جدوى، ولم يبق أمامي سوى اللجوء إلى طبيبة نسائية، بحكم أن فجوة علاقتنا بدأت تتوسع أكثر فأكثر، وتهدد باستقرار علاقتنا الزوجية، وبعد الفحص، اقترحت بأن أجري عملية تجميلية لتضييق المهبل.
وبعد إجرائها، صراحة بالنسبة لي لم أحس بأي تغيير أو اختلاف في حالتي الجسدية، لكن بالمقابل زوجي توقف عن التذمر والشكوى خلال كل علاقة جنسية.
” وتضيف مبتسمة: “والحمد لله، رتاحيت من “وجع راسْ وكثرة لهضْرة وصداع زوجي..”، كما أن هذه التجربة المريرة جعلتني أتخذ قرارا بعدم الإنجاب مرة ثانية، خوفا من أن أعاني نفس المشكل”.
خطأ طبي يعيق علاقتنا الجنسية
على الصعيد نفسه، خديجة، متزوجة وأم لطفلين، كانت ضحية لخطأ طبي بعد إنجاب ابنتها البكر، ففي عملية الولادة قام طبيب النساء والتوليد بوضع “لغْراز” مع ترك جزء من “اللحم” في المهبل، هذا الأمر لم تحس به، لأنه لم يكن يسبب لها أي ألم أو “حريق”، بل أنها لم تكتشف وجودها إلا من طرف زوجها، الذي كانت تزعجه هذه اللحمة الزائدة أثناء ممارستهما علاقتهما الحميمية.
هذه الأخيرة التي أصبحت لا تخلو من مشاكل ونفور وتوتر بسبب هذا الخطأ الخارج عن إرادتها، بل أن أحيانا أصبحت تشك في وجود خيانة زوجية بسبب هذا المشكل، الأمر الذي كان يفقدها قدرة على التحمل، وفي نفس الوقت الرغبة في رفع دعوى قضائية على هذا الطبيب الذي بتهوره وعدم مسؤوليته سوف يتسبب في تدمير حياتها الزوجية…واستمر هذا الوضع لمدة سنتين، إلى حين إنجاب ابنها الثاني، حيث قامت الطبيبة بإصلاح هذا العيب ..تقول :”صراحة نفسيا أحسست بالراحة، وبدوره زوجي تحرر من هذا العيب الذي كان يؤرق راحته في كل لحظة من لحظات علاقتنا الجنسية..”.