تجمّع عشرات المواطنين صباح اليوم أمام محكمة جنايات دمنهور ، تضامنًا مع الطفل ياسين وعائلته. مطالبين بتحقيق العدالة في واحدة من أبشع القضايا التي هزّت الرأي العام المصري. رفع المحتجون لافتات كتب عليها: “لن نتنازل عن حق ياسين” و”العدالة لياسين”، في إشارة إلى الجريمة التي وقعت داخل مدرسة خاصة بمحافظة البحيرة، وراح ضحيتها طفل في السادسة من عمره.
عام من الألم والصمت
تعود القضية إلى فبراير 2024، حين بدأت تظهر على الطفل ياسين أعراض صحية مقلقة. وبعد فحوصات طبية دقيقة، تبيّن أنه تعرّض لهتك عرض متكرر. ما دفع الأسرة إلى تقديم بلاغ رسمي فتح الباب لتحقيقات موسعة. المفاجأة كانت في إفادة الطفل، التي حدد فيها هوية الجاني: موظف إداري في المدرسة يدعى “صبري كامل جاب الله”، يبلغ من العمر 79 عامًا، زاعمًا أن الاعتداء كان يتم داخل سيارة قديمة خلف مبنى المدرسة، بمساعدة عاملة نظافة، وتحت صمت مديرة المدرسة.
صمت المؤسسة وتعليق الوزارة
مدرسة الكرمة الخاصة، التابعة لإيبارشية البحيرة ومطروح، لم تصدر أي بيان رسمي بشأن الواقعة، ما أثار غضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي. وزارة التربية والتعليم اكتفت ببيان مقتضب أكدت فيه متابعة التحقيقات الجارية، داعية إلى تحري الدقة في تناول القضية إعلاميًا، مع تأكيدها أن الإجراءات القانونية ستتخذ عقب صدور الحكم.
وفي أول تصريح لها، قالت مديرة المدرسة وفاء إدوارد لأحد البرامج إنها ملتزمة بتعليمات وزارة التربية والتعليم بعدم الإدلاء بتفاصيل حول القضية. كما نفت أن يكون صبري جاب الله موظفًا بالمدرسة، موضحة أنه مجرد “مراقب مالي” يزور المدرسة بصفة دورية لمتابعة الحسابات فقط.
تحقيقات موسعة وتهم ثقيلة
بعد تحقيقات استمرت قرابة العام، أحالت النيابة العامة المتهم إلى محكمة الجنايات في 2 من مارس الماضي . ووجهت إليه تهمة هتك عرض طفل لم يتجاوز 18 عامًا، استنادًا إلى المادة 268 من قانون العقوبات المصري. التحقيقات أشارت إلى تكرار الاعتداء داخل محيط المدرسة، وبتواطؤ من عناصر إدارية.
الجاني أنكر الاتهامات، مدعيًا حالته الصحية وخضوعه لعملية قلب مفتوح، ومشيرًا إلى عدم تردده على قسم الحضانة. إلا أن الطفل تعرّف عليه في مواجهتين من أصل خمس، قبل أن يحاول الجاني التمويه بخلع نظارته ووشاحه. النيابة اعتبرت التعرف الأولي كافيًا من الناحية القانونية.
تضامن واسع ودعم رسمي
وسم #حق_ياسين_لازم_يرجع تصدّر المنصات، وسط غضب واسع من الأهالي والنشطاء، ودعوات لمحاسبة كل من تواطأ أو تستّر على الجريمة. من جانبه، أعلن المجلس القومي للأمومة والطفولة عن تكليف محاميين من وحدة الدعم القانوني لمتابعة القضية. وتقديم الدعم النفسي والقانوني للطفل.
ياسين.. ضحية لا تزال تنزف
منذ انكشاف الجريمة، يعيش ياسين في عزلة تامة، يعاني من اضطرابات النوم، وفقدان الثقة، وكوابيس متكررة، كما أشارت والدته. وأكد مختصون نفسيون أن الطفل بحاجة إلى رعاية طويلة الأمد لتجاوز الصدمة العميقة التي مر بها.
نتيجة جلسة اليوم و انتصار العدالة
اليوم .. حضر ياسين الجلسة برداء بطله الخارق المفضل لينتصر في قضيته، حيث صدر الحكم النهائي بحق الجاني: المؤبد . ليسجن الجاني و تطوى معه جريمة مست كل أطراف المجتمع .

” #حق_ياسين_لازم_يرجع ” لم يكن مجرد وسم بل صرخة في وجه الصمت وانتصار لطفولة دفنت خلف جدران التواطؤ .