كلنا عاش أو قرأ أو سمع عن حالة غيرة بين زوجين، حتى أن هناك من يصفها بملح الحياة الزوجية .وقد تصبح كذلك أو تنقلب إلى مأساة أحيانا إذا تصرف أحد الزوجين تصرفا طائشا في حضور الأخر .
لكن أن يشعر الزوج بالغيرة من ابنه، هنا تطرح الكثير من علامات استفهام .قد تصبح الحالة مرضية يجب علاجها .أو يصبح الزواج على كف عفريت وينفجر في أي لحظة .
ينهرها بسبب ابنها
تقول عائشة وهي أم لطفلين، بأنها منذ فترة الخطوبة وهي تلاحظ ردات فعل زوجها التي تنم عن غيرة كبيرة حول أي مبادرة يقوم بها عمي وأولاده تجاهي، فأنا أعتبر أختهم بحكم أننا ترعرعنا معا في بيت واحد، لكن خطيبها وقتها كان ينزعج من كلامها معهم، إلا أنها لم تعر للأمر أهمية وقتها، بل على العكس من ذلك أعجبتها فكرة غيرته عليها. تقول عائشة بأنه بعد سنة من زواجهما رزقا بطفل، وبحكم أنه ابنها الأول فقد أغدقت عليه الكثير من الحب والاهتمام، مما استلزم منها تخصيص وقت كبير لابنها، وهو ما انعكس على علاقتها بزوجها الذي أصبح ينهرها عقب كل لمسة أو اهتمام توجهه لابنها في وجوده، بل وصل تأنيبه لها لدرجة أنه أصبح يتهمها بأنها تزوجته فقط لكي تنجب منه فقط، وبأنها لم تعد تحمل أية مشاعر تجاهه. حاولت مرارا تقول عائشة أن توضح له بأن عاطفة الأمومة شيء مختلف عن الحب الذي يجمعهما، وبأن حبها لطفلهما لن يغير شيئا من مشاعرها تجاهه، إلا أنها بدأت تشعر مع الوقت بأنه أصبح يوما بعد يوم يبتعد عن ابننا لأنه يعتبره المسؤول عن سوء العلاقة، وأنا الآن مازلت حائرة بينهما.
ابنتي لا تفارق حضني
حكاية سمية تختلف عن عائشة، تقول سمية بأنها متزوجة من أربع سنوات ولها طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، مشكلتها الأساسية مع زوجها كون ابنتها لا تفارق حضنها 24 ساعة على 24، حتى أثناء نومها تصر أن تشاركهما غرفة نومهما، الأمر الذي أصبح يزعج زوجها ويزيد من حدة وتوتر الخلاف بينهما، وفي مرات كثيرة يتهمها بسوء تربية البنت. تقول سمية بأنه لحظة مشاجرتنا هي وزوجها تبدأ ابنتها في الصراخ والبكاء، مما يدفع زوجها لترك غرفة النوم واللجوء إلى غرفة أخرى، ما يزيد الطينة بلة في توسيع رقعة الخلاف بينهما. تؤكد سمية بأنها حاولت مرارا وتكرارا أن تفصل ابنتها عنها على الأقل أثناء نومها ليلا لكن بدون فائدة، وهي الآن منقسمة بين ابنة متعلقة بها وبين زوج غيور وغير متفهم لمعاناتها مع الوضع القائم بين الزوج والابنة