هناك بعض القواعد العامة التي وضعت على مر العصور، ويقوم الأزواج بتطبيقها ظنا منهم أنها السبيل لحياة سعيدة، ومنها أن يقوم الشريكان بكل شيء معا. فهل الأزواج الذين ينامون بشكل منفصل لا ينعمون بالحميمية والنوم الهادئ؟
وظيفتي حساسة وراجلي مبلي بالشخير
سناء زوجة عمرها 38 عاما، تقول إنها سعيدة بزواجها، رغم أنها لا تشارك زوجها غرفة نوم واحدة منذ 7 سنوات.
وتصف سناء حياتها قائلة: بدأ زوجي يبالغ بالشخير، ومع توالي الأيام لم أعد أستطيع التحمل، فكلانا يعمل في وظيفة صعبة وحساسة وتتطلب المزيد من التركيز، لذلك اتفقنا في النهاية على النوم في غرف منفصلة». وترفض سناء مقولة إن النوم في أسرة منفصلة هو بمثابة مقبرة للمعاشرة الزوجية. وتعترف بأن مركز العاطفة ليس هو السرير الدافئ.
وتعلق بدعابة وسخرية قائلة: «شيء جميل ورائع أن يتزاور الأزواج في الليل، فذلك يعطيهم إحساسا فريدا».
أريد أن أنام
مع التقدم في العمر وتزايد المتاعب الصحية، فان غرف النوم المنفصلة تحظى بمجموعة من المزايا المفيدة والعملية، تقول خديجة ضاحكة وهي تتذكر أيام شبابها: «أنا حساسة جدا للأصوات، فيكفي زنزنة ذبابة لأستيقظ وأقضي الليل كله وأنا أبحث عنها، ولا يهدأ لي بال حتى أقضي عليها وهذا ما يرفضه زوجي، الذي كان يضطر إلى تغيير الغرفة وتدريجيا يبدو أنه اعتاد النوم بعيدا عني».
تعلق خديجة قائلة: «اليوم مر على زواجي قرابة 37 سنة، قضينا فيها 20 سنة منفصلين في النوم، لم أنعم خلالها بالنوم الهادئ، ولا أستطيع إجبار زوجي على النوم بجانبي، لأنني حساسة جدا في نومي وأدنى حركة تقلق راحتي.
لا يستطيع النوم بعيدا عنها
قرار النوم في غرف منفصلة يختلف من شخص إلى آخر، فالبعض لايزال حتى بعد سنوات طويلة يرتاح للنوم بجانب الشريك، ولا يستطيع تصور آخر اليوم بدون الحديث قبل النوم، ولا ينفره حتى لو كان الحبيب يشخر، ويروي زوج كان يشتكي من الأصوات التي كانت تصدرها زوجته أثناء الليل، أنه سجل الشخير على مسجل، لأنها لم تكن تصدقه، وعندما توفيت زوجته بعدها لم يستطع الرجل التعود على الهدوء في الغرفة، وأصبح يستمع لشخير زوجته.
هروب مقنع
تقول ليلي وهي سيدة متزوجة منذ فترة طويلة ان السيدة التي تلح على زوجها كي ينام بعيدا عنها في غرفة نوم اخري هي امرأة باردة المشاعر تجاه زوجها تحاول لا شعوريا عزل نفسها عنه كنوع من الهروب المقنع غير أن بشرى التي انفصلت عن زوجها أثناء النوم وتنام مع أولادها تعترف قائلة: “أهرب منه لأن مسؤوليات النهار وأعبائه تتعبني، وأنام مع أبنائي حتى أنعم بالسكون والخلوة بعيدا عن تهديد رغبات زوجي ومتطلباته الكثيرة “.
غرف النوم المنفصلة: مقبرة المعاشرة الزوجية
ويشرح المصطفى أحسني، باحث في علم الاجتماع أن الأسباب التي تدفع الزوجين أن يناما منفصلين «إن النوم في غرف منفصلة يمكن أن يشكل خطوة في طريق تدمير العلاقة الزوجية والصحة في آن واحد، فإذا كان السبب مرضا ما كالشخير مثلا يجب معالجته وليس الهروب منه، واتخاذ غرف منفصلة يعني الهروب من المشكلة، لذا بقاء الزوجين في غرفة واحدة يدفعهما إلى معالجة الأمر وإنقاذ حياتهما الزوجية. كما أن النوم في غرف منفصلة يقلل من فرصة أن يحظى الزوجان بعلاقة حميمة؛ فالنوم لمدة ثماني ساعات في غرف منفصلة تقلل عدد مرات الحصول على علاقة حميمة بين الزوجين، وتضعف من التعاطف بين الزوجين ما يعني موت العلاقة، فالأمر ليس متعلقا بالعلاقة الجنسية وإنما يجب على الزوجين الحصول على فترات من التقارب الجسدي البعيد عن الجنس، بحيث يقتربان من بعض وقد يتحدثان قبل النوم لفترة لتعزيز العلاقة والتحدث بالمستقبل في الساعات الثمينة القليلة التي قد يحصلان عليها قبل النوم…”.