قاد تخصص ليلى فضلي الدكالي شابة مغربية، إلى فرض وجودها في مجال ليس بالهين لتشعب مساراته ،فهي مهندسة ميكانيكية في الفورميلا 1.
في الحوار التالي نتعرف على تفاصيل في حياة ليلى الدكالي المهنية والأسرية.
من هي ليلى فضلي الدكالي ؟
شابة مغربية أبلغ من العمر 24 سنة ، هاجر والداي إلى الديار الإسبانية ،هناك درست وكبر حلمي لأصبح مهندسة في مجال الطيران.
كنت متحمسة بشدة لعملي، حيث أعمل حاليًا مهندسة ميكانيكية في الفورمولا 1 مع فريق مرسيدس لتطوير المحركات عالية الأداء في المملكة المتحدة.
أشعر بفخر كبير لتمثيل المغرب في مجال رياضة السيارات والهندسة، خاصة كامرأة في قطاع لم يكن دائمًا متاحًا للأشخاص من خلفيات متنوعة. إن هدفي هو الابتكار في هذه الصناعة وفتح الأبواب أمام أشخاص آخرين مثلي..
البدايات
وُلدت ونشأت في مدينة برشلونة بإسبانيا، يتحدر والدي من دكالة وبني ملال
حصلت على شهادة البكالوريوس في الهندسة الجوية من جامعة برونيل في لندن، وماجستير في تصميم المركبات الفضائية من جامعة كرانفيلد، بتمويل من البرنامج Mission 44 التابع للسير لويس هاميلتون والأكاديمية الملكية للهندسة.
أعمل مهندسة محاكاة في الفورمولا 1 لدى مرسيدس AMG لتطوير المحركات عالية الأداء. رياضة السيارات تجمع بين شغف السرعة وتحديات الهندسة الدقيقة، وهو ما جذبني على الفور.
من الرائع جدًا أن أعمل في مجال حيث كل تفصيل مهم، وكل يوم يقدّم تحديات جديدة. اخترت هذا المجال لأنني شغوفة بتجاوز الحدود وأرغب في أن أكون قدوة لأولئك الذين قد يعتقدون أن رياضة السيارات ليست مكانًا لهم. النمو المتزايد لشعبية الفورمولا 1 وتأثيرها في العالم اليوم يجعلها مجالًا يمكنني فيه العمل على أحدث التقنيات والمساهمة في تحقيق تغيير نحو مجتمع أكثر عدلًا ومساواة وشمولية.
دعم الوالدين
تواصل الحديث المهندسة الميكانكية، وتمر عبر الدعم والمساندة التي لقيتهما من والداها واخوتها على حد سواء ،وتقول ليلى :” دعمني والديّ وإخوتي دائمًا، لكن متابعة مهنة في رياضة السيارات كان خياري الشخصي. عندما كنت صغيرة، كنت أعلم أنني أريد مهنة تمكنني من الابتكار وإحداث فرق، ووجدت أن الهندسة هي الوسيلة الأفضل لذلك. علاوة على ذلك، لعبت والدتي دورًا كبيرًا في توجيه اهتمامي نحو الهندسة، وخاصة هندسة المحركات، كونها كانت أول مهندسة في عائلتنا، وأثبتت لي منذ صغري أن النساء قادرات على أن يصبحن مهندسات ويتجاوزن المعايير الاجتماعية. أما والدي، بشغفه بالتاريخ والفلسفة، فقد زرع فيّ شعورًا بالعدالة والهدف منذ طفولتي، مما جعلني أرغب في المساهمة في خلق عالم أكثر إنصافًا ومساواة، وأن أكون دائمًا فخورة بجذوري أينما ذهبت. دعمتني عائلتي لتحقيق أحلامي، حتى لو كان ذلك يعني مغادرة المنزل والبدء وحدي في بلد ومجتمع مختلف تمامًا..
شابة مغربية تشغل منصب في مؤسسة انجليزية ماذا يعني لك ذلك ؟
كوني امرأة مغربية تعمل في مؤسسة بريطانية مرموقة هو مصدر فخر كبير بالنسبة لي. آمل أن يشجع دوري المزيد من الشباب المغاربة، وخاصة الفتيات وجميع الأطفال من خلفيات فقيرة، على متابعة وظائف في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، وخاصة في رياضة السيارات.
طوال مسيرتي المهنية، سأحرص على أن يتطور القطاع بحيث يتمكن المزيد من الأشخاص مثلنا من الوصول إليه بدعم مماثل لما يتلقاه أولئك الذين ينتمون إلى خلفيات متميزة..
كيف هي علاقاتك مع محيطك من الزملاء ؟
لديّ علاقات متينة وداعمة مع زملائي، وخاصة فريقي. أعتقد أن مسيرتي الفريدة تضيف منظورًا قيمًا إلى الفريق، وقد حظيت بفرصة العمل في بيئة تقدر الأصوات المتنوعة.
هل تشعرين بتقدير دائما ام احيانا تشعرين بالتمييز لانك امرأة ؟ أولأنك من جذور إفريقية ؟
عندما كنت أعيش في إسبانيا، واجهت التمييز يوميًا، خاصة في المدرسة، حيث كان المدرسون يحبطون الأطفال من متابعة مسيرتهم المهنية بناءً على أصلهم فقط، ولا يزال هذا يمثل مشكلة حتى اليوم.
أخبرني بعض المدرسين، بأنني لن أنجح أبدًا، مثل الكثير من أطفال المهاجرين في إسبانيا. لكنني استخدمت هذا التمييز كمحفز لإثبات خطئهم. ولحسن الحظ، عندما انتقلت إلى المملكة المتحدة لمتابعة دراستي في جامعة برونيل في لندن، وجدت نظامًا تعليميًا وداعمًا بشكل مذهل، مع أساتذة من جميع أنحاء العالم، مما أثرى تعليمي ورؤيتي للهندسة. بسبب تجربتي كطفلة في إسبانيا، شعرت أحيانًا بالحاجة إلى إثبات نفسي أكثر من الآخرين، ربما بسبب جذوري الأفريقية. لكنني فخورة بأن أقول إن مهاراتي وتفانيي أكسباني الاحترام في هذه الصناعة. أعتبر هذه التحديات تذكيرًا بأهمية التمثيل في مجالات مثل رياضة السيارات.
لبست القفطان في احدى التظاهرات أو في ملتقى هناك في المهجر ما هي ردود الفعل اتجاه هذا التراث الغني للمغرب والمغاربة ؟
نعم، أرتدي القفطان المغربي بفخر في العديد من المناسبات، مثل حفلات توزيع الجوائز، وتخرجي، والاحتفالات. إنها طريقة جميلة للاحتفاء بثقافتي وتراثي.
يثير القفطان دائمًا إعجاب الآخرين بجماله وبراعة صناعته. ويخلق فرصًا للحديث عن الثقافة المغربية والأفريقية والتقاليد والتاريخ الغني لبلدنا، وهو ما أحب مشاركته. في آخر مناسبة، وهي حدث إعادة تصور المستقبل الخاص ببرنامج Mission 44، كان لي شرف مشاركة القاعة والفضاء مع لويس هاميلتون، ووجدت أنها أفضل فرصة لتمثيل تراثي بفخر أمام جمهور واسع.
هل تفكر ليلى في العودة إلى الجذور والاشتغال على أرض المغرب؟
نعم، سأفكر في العمل في المغرب، خاصة إذا تمكنت رياضة السيارات من ترسيخ وجودها هناك. المساهمة في تطوير المغرب، خاصة في مجالات الهندسة والتكنولوجيا، هو هدف أسعى إليه. يتمتع بلدنا بإمكانات هائلة في مجالات مثل الطيران والهندسة الميكانيكية، وأرغب في أن أكون جزءًا من هذه الرحلة، وألهم وأوجه الجيل القادم من المهندسين المغاربة..